عانت الرياضة السعودية في بعض مراحلها من قلة مشاركة الرياضيين في صياغة القرار الرياضي. فقد كانت الاتحادات الرياضية تضم في عضويتها شخصيات لم تدخل ناديا في يوم من الأيام. ولكن انتخابات الاتحادات الرياضية والتي تمت الأسبوع الماضي جاءت لتنصف الرياضيين وتعيد الرياضة من جديد لأصحابها. فالرياضيون سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو إداريين هم الأقرب للوسط الرياضي والأقدر على معرفة مشاكله بعيدا عن أسلوب المحاولة والخطأ التي يستعملها من لا خبرة له. من عاصر الرياضة ودخل سراديبها يعرف أن المنطق الذي تقاس به الأمور خارج الرياضة ليس له وجود فيها. لذلك فشل كثير من التجار والأكاديميين وأساتذة علم الإدارة في المجال الرياضي ليس في السعودية فقط بل على مستوى العالم. فالمتتبع لأكثر متخذي القرارات الرياضية العالمية اليوم سيجدهم من الرياضيين السابقين. هذا لا يقلل من قدرات بعض الشخصيات القادمة من خارج الرياضة والتي أضافت الكثير للرياضة ولكن يبقى للرياضة خصوصيتها التي لا يعرفها إلا أهلها. مشروع الانتخابات من هندسة نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل منذ كان المشروع فكرة صغيرة كما يذكر الأستاذ احمد الحميدان عضو اللجنة العامة للانتخابات. وهو ما يجعلنا نتفاءل بتبنيه لتلك القيادات الرياضية التي جاءت من داخل الأندية لتشارك في صياغة القرارات التي يمكن أن تخدم الألعاب التي مارسوها أو اشرفوا عليها. أتمنى أن يستغل الرياضيون الفرصة التي أعطيت لهم ليثبتوا أن أهل مكة أدرى بشعابها و أنهم الأحق بعضوية الاتحادات الرياضية. أشوفكم السنة القادمة: سعدت كثيرا بالعودة للكتابة في هذه الزاوية على مدار شهرين كاملين. ولكني كما استأذنتكم بالدخول فإني أستأذنكم بالرحيل. فالرحيل أصبح قدرا مكتوبا علي إذا انقطعت عنه يأتي ليذكرني بموعده. لا اخفي عليكم أني كنت اعرف مقدما أن تلك اللحظة سوف تأتي لأن عودتي للسعودية أصلا كانت لغرض جمع معلومات رسالتي. ولان تلك المهمة قد انتهت على خير ولله الحمد فإن رحلتي معكم أيضا قد انتهت. أتمنى منكم الدعاء لي بالتوفيق. وان يجمعنا الله قريبا على خير.