أسعار البترول التي تنشرها وسائل الاعلام ونسمعها أو نقرأها كل يوم هي ما يسمى الأسعار الفورية SPOT وتقتصر عادة على نشر ما يسمى أسعار المؤشر وهي أسعار كل من سعر خام غرب تكساس الأمريكي وسعر خام مزيج برنت البريطاني واحياناً يضاف اليهما سعر خام دبي كمؤشر اضافي، كما انه قد يتم نشر سلة اوبك لكنه للمقارنة فقط وليس كمؤشر. هذه الأسعار المنشورة تختلف عن الأسعار التي تتقضاها الدول المصدرة للبترول لقاء بيع بترولها فكل دولة يختلف سعر برميل بترولها وفق الصيغة (الفورملا) التي تضعها لبيع بترولها. ما هي الصيغة؟ الصيغة هي معادلة حسابية بسيطة تربط سعر بترول الدول المصدرة بسعر المؤشر في وقت معين كالتالي: سعر بترول الدولة المصدرة يساوي سعر المؤشر ناقص (أو زائد) عددا معينا من الدولارات. على سبيل المثال: سعر بترول أرامكو الخفيف = سعر برنت - 2إذا تأملنا في تركيب هذه المعادلة (الفورملا) يصبح واضحا كل الوضوح ان كل ما تستطيع أرامكو ان تفعله لتحديد سعر بترولها هو اختيار الصيغة فقط اما تحديد السعر فلا خيار لها في اختياره حيث يتحدد بتحديد سعر برنت فاذا انخفض سعر برنت إلى عشرة دولارات انخفض سعر بترولها إلى عشرة دولارات تقريباً وإذا ارتفع سعر برنت إلى مائة دولار ارتفع سعر بترولها إلى ما يقارب المائة دولار. كذلك من هذه الفورملا التي هي من نوع ما يسمى في علم الرياضيات: Identity (أي معادلة تعريف أو تطابق فقط وليست ذات علاقة تفاعلية) نستطيع ان نستنتج استنتاجين هامين هما: الاستنتاج الاول: ان عدد المؤشرات يمكن حصرها في مؤشرين فقط هما سعر خام غرب تكساس الامريكي وسعر خام برنت البريطاني اما مؤشر خام دبي فهو مؤشر خامل لانه بدوره مرتبط عن طريق الفورملا بمؤشر برنت. الاستنتاج الثاني: ان عدد أسعار البترول التي يتم ملاحظتها في اليوم الواحد تتجاوز المئات، كل سعر من هذه الاسعار يتحدد حسب ثلاثة عناصر هي: اولاً: نوع الخام وثانياً: الدولة المصدرة له وثالثاً: الدولة المستوردة له. على سبيل المثال أسعار بترول أرامكو فقط (لا يشمل بترول المنطقة المحايدة) يجب ان يكون لديها اثنتا عشرة معادلة (أي اثني عشر سعرا) على أقل تقدير، هي واحدة لسعر الخام الخفيف والثانية لسعر الخام المتوسط والثالثة لسعر الخام الثقيل والرابعة لسعر الخام اكسترا EXTRA موزعة على ثلاث جهات واحدة لأمريكا والثانية لاوروبا والثالثة لآسيا. حجر الاساس أو النقطة الجوهرية التي نريد ان نصل اليها هي ان الذي يريد ان يعرف سعر نوع معين من بترول دولة معينة في وقت معين ليس من الضروري ان يبحث عنه فقد لا يجده منشوراً في المصادر. ولذا ينبغي ان يكون لديه الصيغة (الفورملا) ومن ثم من السهل احلال سعر خام برنت البريطاني أو سعر خام غرب تكساس الأمريكي - حسب الحالة - في الفورملا فيحصل على السعر المطلوب بشكل تلقائي. لأن أسعار بترول اوبك أو غير اوبك من الدول المصدرة للبترول هي مجرد أسعار تابعة يتم تحديدها تلقائياً خارج نطاق سوق البترول. لذا نادراً ما تقوم بنشرها المصادر المتخصصة بنشر أسعار البترول. هكذا بعد ان اتضحت الصورة للدور المفقود الذي يلعبه بترول أوبك في تكوين الأسعار. هل يمكن ان يوجه احد اللوم إلى أوبك بان لها دورا في رفع أسعار البترول؟.. E-mail:[email protected]