قررت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر خوض انتخابات المحليات المزمع إجراؤها في 8أبريل المقبل. وقال المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف في مؤتمر صحافي عقده الخميس "إن مبدأ الإخوان هو خوض جميع الانتخابات، بداية من الانتخابات الطلابية وحتى انتخابات مجلس الشورى".. موضحا أن انتخابات المحليات وسيلة وليست غاية بهدف التعاون مع الشرفاء من أبناء هذا الوطن، وخدمة هذه الأمة. وأشار عاكف إلى أن الجماعة تتعرض منذ عدة أشهر لحملة شعواء تتصاعد يوما بعد يوم، تمثلت في تهديدات خطيرة من أجهزة الأمن، واعتقالات طالت المئات من الأفراد ومرشحة للمزيد، وانتهاك حرمات البيوت في منتصف الليل، وإغلاق شركات ومحلات تجارية مملوكة لأفراد من الإخوان؛ بغية قطع الأرزاق وتجويع الأسر، وسحل الطلاب في الشوارع.. معتبرا ان ذلك بهدف الضغط على الجماعة حتى لا تشارك في انتخابات المحليات القادمة. ومن ناحيته قال النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب، في بيان تلاه في المؤتمر الصحافي، "إن الترشيح والانتخاب للمجالس النيابية والمحلية إنما هما من الحقوق المقررة لكل المواطنين في الدستور، ونحن من هؤلاء المواطنين".. معتبرا أن الحملة الشعواء ضد الإخوان إنما تدل على أن حزب السلطة الحاكم ليست لديه أية رغبة جادة أو نية صادقة للإصلاح، وأنه في سبيل الاستئثار بالسلطة والانفراد بالحكم يضرب بالدستور والقانون عرض الحائط، وبحق الشعب في المشاركة بإرادته الحرة في اختيار نوابه وممثليه. وقال حبيب إن المجالس المحلية قد وصل الفساد فيها "للركب"، على حد قول أحد رموز النظام.. مشيرا إلى أن انتخابات هذه المجالس قد أجلت منذ 2006لمدة سنتين خشية أن يفوز فيها الإخوان المسلمون، وهو أمر يتناقض مع كل دعاوى الإصلاح والديمقراطية؛ لأن الديمقراطية تقوم على أساس التنافس الشريف، وليس التزوير العنيف. ولفت الى أن دور هذه المجالس يتمثل في القيام بالخدمات المحلية والاجتماعية للقرى والمراكز والأقسام والمحافظات، ومعنى عدم قيامها بدورها أن تزداد هذه المناطق تخلفا، ويزداد أهلها ضيقا ومعاناة. وحول الأجواء التي ستجري فيها انتخابات المحليات.. قال حبيب إن الشعب الآن في حالة غليان؛ نتيجة للفساد غير المسبوق على كل المستويات؛ فانتشار الرشوة والاختلاس، ونهب أموال البنوك، والاحتكار، وبيع أراضي الدولة ومصانع وشركات القطاع العام بأسعار بخسة، وتدني الأجور، واشتعال لهيب الأسعار، وتدهور مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات العامة.. كل ذلك يوجب ضرورة تولي المسؤوليات رجال ذوو أمانة وكفاءة وإخلاص. في غضون ذلك قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر مساء الأربعاء حبس 20من عناصر جماعة الإخوان المسلمين في محافظة القليوبية "المتاخمة للقاهرة" لمدة 15يوما والذين جرى اعتقالهم فجر نفس اليوم وذلك ضمن الحملات التي تشنها السلطات المصرية على قيادات وكوادر الإخوان مع اقتراب موعد انتخابات المحليات.