اكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الخميس ان السلطات الاميركية استخدمت في مناسبتين اراضي جزيرة دييغو غارسيا البريطانية في المحيط الهندي لتقوم سراً بنقل اثنين من سجناء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) يشتبه بعلاقتهم بالارهاب. وفي بروكسل، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان هذه القضية امر "خطير جدا"، حيث ينقض ضمانات سبق ان قدمتها واشنطن بعدم استخدام الاراضي البريطانية في عمليات النقل هذه. وصرح ميليباند امام البرلمان ان "السجينين لم يغادرا الطائرة" وان السلطات الاميركية اوضحت ان الاسيرين لم يسجنا على الجزيرة التي تؤوي قاعدة اميركية. واعتذر الوزير من النواب لتقديم معلومات غير صحيحة في السابق بهذا الخصوص، وافاد انه تطرق الى هذا الموضوع مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. واضاف "اتفقنا على ان الاخطاء المرتكبة في هاتين الحالتين غير مقبولة وشاطرت (رايس) اسفي الشديد من كشف هذه المعلومات متأخراً". واوضح ميليباند ان هذا التصحيح يعود الى "اخطاء في تسجيل البيانات" ارتكبتها الولاياتالمتحدة. واضاف ميليباند ان احد السجينين اللذين نقلا عبر دييغو غارسيا عام 2002لا يزال معتقلاً في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا فيما افرج عن الاخر. واضاف ان اياً من السجينين لم يكن بريطانياً. وقال ميليباند "نقر بالكامل بان الولاياتالمتحدة قدمت لنا الضمانات في السابق بنية طيبة". اما براون فقال في مؤتمر صحافي اثر اجتماع مع المفوضية الاوروبية في بروكسل "من الواضح ان الامر يتعلق بقضية خطيرة جداً". واضاف ان "الولاياتالمتحدة اعربت لتوها عن الاسف بسبب عدم اعلامنا بما حدث بالفعل" مؤكداً "اننا نشاطر الجميع خيبة املهم" بعد الكشف عن هذا الامر. وفي موضوع ذي صلة اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماركورماك الخميس ان الولاياتالمتحدة لم تكذب في قضية قيام الاستخبارات الاميركية برحلات سرية داخل الاراضي البريطانية لكنها ارتكبت "مجرد خطأ اداري" تم كشفه "اخيرا". وقال ماكورماك امام الصحافيين ان "معلومات مغلوطة قدمت في بادئ الامر للحكومة البريطانية". واضاف "لقد اعدنا النظر في مسألة دييغو غارسيا في نهاية السنة وعثرنا على معلومات جديدة" واضاف "نحن آسفون لاننا ارتكبنا خطأ عبر تقديم معلومات غير صحيحة في بادئ الامر لحليف جيد". ورداً على سؤال لمعرفة ما اذا كان احد ما قام بالكذب، عبر الناطق عن استيائه من ذلك قائلا انه "مجرد خطأ اداري". ولم يتسن له توضيح تاريخ نقل هذه المعلومات للبريطانيين لكنه قال ان ذلك تم "في الاونة الاخيرة".