ترأس صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزيرالدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه اجتماع الجلسة الثالثة في الدورة الثالثة لمجلس الجائزة بجمهورية سنغافورة مساء أمس. وفي بداية الاجتماع ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان كلمة افتتاحية رحب فيها بالأعضاء قائلاً: "الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد أبدأ بحمد الله الذي وفقنا أن نخدم الجائزة بطريقة صحيحة ليس الانتفاع فيها للمملكة العربية السعودية والعالم العربي بل العالم ومن هذا المنطلق والإشراف المباشر من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الاميرسلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حققت هذه الجائزة مضمونها وأعدها شخصيا من أهم الجوائز في العالم وبما نحصل عليه من توجيهات من سمو سيدي ولي العهد الذي يجعلنا نتطلع إلى أكبر ليكون فيه إبداع لرفع مستوى الجائزة كما قال سمو سيدي الاميرسلطان بن عبدالعزيز.. لانستغرب الإبداع فيها وانتم أعضاء مجلس إدارة الجائزة والشكر لكم". إثرذلك أجاب سموه على أسئلة الصحفيين ورداً على سؤال عن أهمية الجائزة ودورها قال سموه: "النقص في المياه حاصل في العالم وليس في المملكة فقط لهذا نحن نعمل على تعديل الجائزة إلى أربع جوائز لتشجيع الناس على العمل والبحث وحالياً عندنا اجتماعان في السنة وكل اجتماع نختار الدولة الثانية لعقد الاجتماع، ولذا اخترنا سنغافورة لتكون مقر هذا الاجتماع لما لها من أهمية في شأن المياه". وعن قيمة الجائزة واختصاصها بدراسة معينة ووقت منحها بين سموه أن قيمة الجائزة تبلغ "133" مائة وثلاثة وثلاثين ألف دولار وتعد جائزة الابداع لها أهمية لدى مجلس ادارة الجائزة ونحن مستمرون في التعامل المستمر مع المختصين في مجال المياه مشيراً الى ان الجائزة سبق أن منحت مرتين وستمنح في هذه السنة لانها جائزة سنوية . وجواباً على سؤال عن تطلع سموه للجائزة قال سموه "يعتمد الناس على الماء وما له من أهمية واننا نعمل مع عدد من العلماء والبارزين في مجال المياه في العالم وبالتنسيق مع جامعة الملك سعود ونتطلع الى تحقيق الافضل لما فيه خدمة الناس في هذا المجال على مستوى العالم "مبيناً سموه أن البحوث المقدمة للجائزة بلغت "199" بحثاً ومن المتوقع ان تكون ذات فائدة مهمة". وعن الأسباب التي دعت لاختيار سنغافورة مقراً لهذا الاجتماع أوضح سموه "انها دولة صديقة ومهمة في مجال المياه وجاء اختيارها لما تمتلكه من مقومات ومعلومات وعلوم في هذا المجال " . بعد ذلك شرف رئيس الوزراء في جمهورية سنغافورة لي سين لونغ حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة وكان في استقباله عند وصوله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود خلال حفل العشاء كلمة بهذه المناسبة قال فيها" أيها الحفل الكريم : أستهل كلمتي بتوجيه الشكر العميق الى حكومة جمهورية سنغافورة وشعبها الكريم على حسن الوفادة وكرم الضيافة ولن ننسى وقوفها الى جانبنا جانب الحق والعدل جانب المبادىء والقيم واشتراكها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991م مصممة على رد العدوان وردعه لها مواقف واضحة أعلنتها منذ اللحظة الأولى للغزو ، ان تفوقكم في مجالات عدة مبعث احترام العالم لقدراتكم وحسن تخطيطكم وتصميمكم على التميز والتفوق . وأضاف سموه :إن ما حققتموه في المجال الاقتصادي في زمن قصير من تقدم ورخاء وارتفاع الدخل الوطني الذي أمسى معادلا للدخل الوطني في كل من الدول الأربع الكبرى في الاتحاد الأوروبي وجهودكم الرامية الى جعل بلدكم المركز المالي والتقني المتقدم في منطقة جنوب شرق آسيا لهو خير شاهد على ذلك . ولا أنسى مقولة الوزيرالناصح القدير- لي كوان يو- في ختام "كتابة من العالم الثالث الى الاول" ان خط التقسيم الجديد للعالم سيكون بين الذين يملكون المعرفة وبين المحرومين منها . قول سديد اثبتته الأيام. فمن يمتلك المعرفة امتلك القوة . لقد حققتم بناء مجتمع رقمي في زمن قياسي وها أنتم في سبيلكم الى تحقيق رؤيتكم الثاقبة في بناء أمة ذكية في نهاية خطتكم. الخمسية فهنيئاً لكم ثمرة جهدكم ومثابرتكم وعزمكم على تحقيق أهدافكم . الاخوة والأخوات : لقد عزت قطرة الماء الصالحة للشرب أو الري حتى أصبحت صعبة المنال ولو حصلنا عليها لواجهتنا مشكلة الصرف الصحي الآمن وإن تغلبنا عليها لاقيانا الجفاف الذي يعتري مناطق عدة ولم يسعنا التصدي للإحتباس الحراري الذي يسبب سرعة ذوبان الأنهار والجبال الجليدية ما يؤدي إلى النقص الحاد في موارد المياه العذبة وسوء الادارة لمواردها هو أساس الحياة . بل منه جعل كل شيء حي دائرة مفرغة يدور فيها الجنس البشري عمداً أو جهلاً . والأمر لا يحتاج إلى اجتهاد بل إلى وعي كامل وعزيمة صادقة وجهد دؤوب من علم وبحث وإبداع لنقي الانسان من الاقتتال على نقطة ماء إذ هي الحياة ومنها الحياة .. نعم ان الأمر يحتاج الى منظومة متكاملة تتشارك فيها الدول جميعاً فقيرها وغنيها والمجتمعات كافة كبيرها وصغيرها والمؤسسات قاطبة العامة منها والخاصة والناس كلهم أجمعون فالمركب واحد أما النجاة وأما الهلاك وتظل هذه المنظمة إدارة واعية وحازمة تخطط وترشد وتراقب وتنفذ وتشجع المبدعين وتحث الباحثين وكل ذلك للحيلولة دون أن تصبح الموارد المائية مصدراً للصراعات وهي التي ينبغي أن تكون حافزاً لتعاون المجتمعات فلا إكتفاء زراعي من دون المياه ولا تقدم صناعي بعيداً منها ولا سبق تقني يستغني عنها والمثل يقول "لا حرية لجائع وازيد ولا لعاطش" لقد بتنا نسمع مصطلحات تتفطر منها القلوب من الإجهاد المائي الناجم عن زيادة معدل الإستخدام على معدل التغذية الى مصطلح الأمن المائي وهو جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني والإرهاب المائي الذي نخشى أن يطاول مصادر المياه إلى الأزمة المائية المتتالية من عجز الموارد عن تلبية المتطلبات. مصطلحات تدل عليها إحصائيات تقشعر لها الأبدان ولما كان الأمر لا يتحمل تأخيرا ولا تسويفاً فقد احسنت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" صنعاً اذ اعلنت العام الدولي لكوكب الارض تحت شعار "علوم الارض في خدمة المجتمع سعياً" الى مجتمعات أكثر أمناً وصحة ورخاء مركزة في قضايا مصيرية مثل النمو السكاني والتغير المناخي ومصادر الارض والاخطار البيئية والجيولوجية، هذه المبادئ تستعين بالعلماء والمبدعين للعمل على عشرة محاور تتعلق بالمجتمع يهمني منها المياه الارضية والمحيطات والمصادر المائية وهي محاور استهدفتها جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه ]الاخوة والاخوات: إن الجائزة تدعو الباحثين والعلماء إلى بذل الجهد في الدراسة والتحليل والابتكار والإبداع والإثراء بأفكار بناءة وحلول غير تقليدية عسى أن تسهم في حل ما يعانيه كوكبنا من ندرة وتلوث وتصحر وجفاف وسخونة متزايدة في المناخ وتآكل شواطىء وانحسار مدن ساحلية وفقر مائي في دول عديدة. إن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه مفتوحة للباحثين والعلماء في أفرعها الأربعة التي تختص بدراسات وبحوث في المياه السطحية وتلك الجوفية والموارد المائية البديلة غير التقليدية وإدارة الموارد المائية وحمايتها فضلاً عن جائزة الإبداع التي ستمنح لكل عمل اصيل يتعدى المألوف في مجالات المياه المختلفة ويتصف بجدواه الاقتصادية وقابليته وملاءمته للبيئة . ولعل مايبشر بالخير أن عدد الأعمال المرشحة للجائزة في دورتها الثالثة ناهز المائتين منها سبعة وسبعون تخص جائزة الابداع اشتركت فيها ثلاث وخمسون دولة من قارات العالم كافة وصدرت عن جامعات ومؤسسات علمية بارزة وعلماء متميزين تفخر الجائزة بطموحهم اليها. الاخوة والاخوات : نشكر لكم حضوركم ومشاركتكم في يوم الجائزة الذي يسعدنا عقده في سنغافورة حيث يشهد التعاون المشترك بين بلدينا نموا ملحوظا في الآونة الأخيرة في عدة مجالات ولا سيما تلك المتعلقة بالمياه كما أدعوكم للمشاركة الفاعلة في دعم الرسالة الإنسانية للجائزة من خلال ترشيح ابحاثكم لنيلها في الدورات المقبلة إضافة إلى مشاركتكم في المؤتمر الدولي الثالث للموراد المائية البيئية الجافة والمنتدى العربي الأول للمياه الذي سيواكب انعقاده حفلة تسليم الجائزة للدورة الثالثة في نوفمبر2008م.. أتمنى لكم التوفيق والإزدهار والسلام عليكم ورحمه الله. بعد ذلك ألقى أمين عام الجائزة عبدالملك آل الشيخ كلمة تحدث فيها عن الجائزة والدور الذي تقوم به وماتلقاه من اهتمام ورعاية مباشرة من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واهتمام سموه بقضية المياه على مستوى المملكة والعالم ودعمها في مجال البحث والإبداع منوهاً بالجهود والمتابعة التي بذلها صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز واعضاء مجلس الادارة لانجاز الأعمال التي تقوم بها الجائزة وتحقيق التطلعات والآمال المعقودة مبيناً ماحققته الجائزة من أهميه على مستوى العالم سواء من قبل المنظمات العالمية أو الدول المهتمة بهذا الشأن ومايلقاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز من تقدير وجوائز على مستوى العالم للدور الذي يقوم به سموه في هذا المجال. وفي الختام قدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية هدية تذكارية بهذه المناسبة لرئيس الوزراء بجمهورية سنغافورة لي هايسن لونغ. حضر حفل العشاء وزير العمل نائب وزير الدفاع السنغافوري نيج انج هين وزيرالدوله للشئون الخارجية زين العابدين رشيد وصاحب السموالفريق الركن عبدالرحمن الفهد الفيصل قائد القوات الجوية الملكية السعودية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سنغافورة محمد أمين كردي وسفير جمهورية مصر محمد الزركاني وسفير دولة الكويت عبدالعزيز العدواني وسفير دولة قطر راشد علي الخاطر والقائم بأعمال سفارة دولة الامارات العربية المتحدة بسنغافوره عاصم مرزا الرحمة وأعضاء مجلس ادارة جائزة الامير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه واعضاء السلك الدبلوماسي السعودي والخليجي والعربي الممثلين لدولهم بسنغافورة والوفد المرافق لسموه.