نشرت الصحف المحلية بأن لجنة صناع الإرادة بالغرفة التجارية بجدة انتقدت المعايير التي تلبي احتياجات ذوي الإعاقة الحركية مشيرة إلى أن كافة المباني البلدية الفرعية لا تحقق سوى نسبة 4% من الخدمات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة. وشددت اللجنة على اهمية إلزام جميع مباني البلديات الفرعية بالتغييرات والتعديلات لكي تصبح ملائمة لاستخدام ذوي الإعاقات الحركية. جاء ذلك بعد اطلاع اللجنة على المبني الرئيسي للأمانة ومباني بلدية ذهبان وثول وعسفان والمطار وأبحر وجدةالجديدة والعزيزية وخزام والبلد وأم السلم والجامعة والجنوب والمرافق العامة في كافة أنحاء مدينة جدة. هذه النتيجة ليست مستغربة فغالبية مؤسساتنا الحكومية والأهلية، العامة والخاصة، تعاني من نقص ملحوظ في هذا الشأن، وأصحاب الإعاقات لازالوا بحاجة إلى أن يتم إيلاؤهم مزيداً من الاهتمام، وحين نذكر الاهتمام، فليس المقصود العطف والصدقة، بل تهيئة الظروف لهم للعمل والعيش والتنقل والوصول إلى ما يريدونه. قبل أن أطرح بعض قضايا أصحاب الإعاقات وبمناسبة الحديث عن سهولة الوصول والتنقل لأصحاب الإعاقات أشيد بالمبادرة التي تم تبنيها ودعمها من الغرفة التجارية بجدة في هذا الشأن والتي من نتائجها المعلومات أعلاه. مثل تلك المبادرات تدل على التميز الذي تحظى به غرفة جدة في مجال العمل الاجتماعي ودعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية، ونرجو أن يكون ذلك ديدن جميع الغرف التجارية السعودية. أيضاً اشير إلى مبادرة وطنية أخرى يجري العمل عليها من لدن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، تلك المبادرة التي بدأ البحث فيها ودراسة جوانبها المختلفة لتكون مرعية ومساندة لجميع الجهات في هذا الجانب، بالذات الجهات البلدية وجهات النقل والمواصلات. تأتي تلك المبادرة بعد حملة جرّب الكرسي التي شارك بها عدد من المسؤولين والمواطنين وكان هدفها إشعار الجميع بمعنى أن تصبح صاحب إعاقة غير قادر على التنقل من مكان إلى آخر دون توفر ذلك الكرسي، وإعطاءهم نوعاً من الإحساس بصعوبات أصحاب الإعاقات. يتوقع أن يصدر عن مبادرة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة (حسب ما أعلن عنه) بعض التشريعات الملزمة وبعض الوسائل الكفيلة بتعميق وتطبيق مفهوم سهولة الوصول والتنقل لأصحاب الإعاقات. تذكروا أصحاب الإعاقات يسعدون بمشاهدة مباريات كرة القدم من على حافة مضمار الملعب، لكنهم سيكونون أكثر سعادة لو أتيح لهم المشاهدة والاستمتاع بالتشجيع من المدرج بيسر وسهولة، مثلهم مثل الآخرين... في مقالات قادمة نواصل طرح بعض قضايا اصحاب الإعاقات، بدءاً بالسؤال عن الإحصائيات الأولية ذات العلاقة بهم...