تحول تأرجح انتاج مخابز الطائف في ظل النقص الواضح في الدقيق الى ازمة بدأت بوادرها في الظهور بقوة بعد أن نفدت كميات الدقيق بعدد من المخابز الكبرى بالمحافظة واحجامها عن انتاج انواع الخبز والحلويات والمعجنات نظراً لعدم قدرتها على الحصول على الكمية الكافية من الدقيق ويخشى الاهالي امتداد هذه الازمة لتعصف بالبقية الباقية من المخابز التي تنتج انواع الخبز بكميات وفيرة حتى الآن وسط تذبذب واضح في انتاج مخابز شعبية أخرى مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول آلية التوزيع للدقيق الذي يصل الى المحافظة وتقديرات النقص والوفرة بالسوق علاوة على ملاحظة وجود موزعين متجولين يعرضون الدقيق بأسعار مرتفعة مما ينذر بنشوء سوق سوداء لبيع هذه السلعة الغذائية الاساسية ومع اقفال عدد من المخابز الكبرى أبوابها لم تسجل منافذ التوزيع كميات واردة كافية لتغطية العجز الحالي، وأشار عدد من أصحاب المخابز الى حاجتهم الماسة الى كميات كبيرة من الدقيق بعد نفاد ما لديهم من المخزون نتيجة الاستهلاك المنتظم من قبل الاهالي لكافة انواع المخبوزات وأكدوا ظهور سوق سوداء لبيع اكياس الدقيق بضعف سعره الرسمي المحدد نتيجة استغلال البعض لهذه الازمة الطارئة التي لم يتضح لها أي بوادر حل لها في الوقت الراهن.. وتشهد مخازن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بجدة ازدحاماً مستمراً من قبل الموزعين الذين يقفون بسياراتهم للحصول على كميات من الدقيق لتوزيعها بمختلف المناطق ولكن البعض من الموزعين من جنسيات مختلفة يقومون بعملية سمسرة قبل ايصال الدقيق الى العملاء مما يدفع بالاسعار الى مستويات اعلى من القيمة الحقيقية للكيس بالسوق حيث ان كيس الدقيق سعة 50كيلو جرام كان يباع بسعر 27ريالاً وقفز السعر حالياً الى الضعف في ظل شح الكمية المتاحة مما قد يلحق اضراراً كبيرة بالمخابز التي باتت ترزح تحت الضغط من العملاء وعدم قدرتها على توفير الدقيق عبر الموزعين وتحملهم خسائر كبيرة عند توفير الدقيق بالاسعار المرتفعة.. وفي محاولة من اصحاب المخابز لمعالجة مشكلة نقص الدقيق فقد قام عدد منهم بالذهاب الى مخازن المؤسسة العامة بجدة للحصول على كمية من اكياس الدقيق الا ان محاولتهم كانت غير مجدية حيث لم يحصلوا على نصف الكمية التي يحتاجونها يومياً بالاضافة الى المعاناة التي تكبدوها قبل حصولهم على جزء من احتياجهم اليومي، وأشار عاملون بأحد المخابز الشهيرة بشارع شبرا وسط المدينة الى عدم وجود الدقيق مما ساهم في تشغيل المخبز لنصف يوم فقط حيث يتم يومياً استهلاك 70كيساً من الدقيق ولم يتمكن المخبز من الحصول الا على 30كيساً.. وفي مكان آخر بحي العزيزية لوحظ وجود رجال أمن بأحد المخابز واتضح حدوث مشاجرات بين المواطنين في سبيل الحصول على الخبز، وفي شارع عكاظ التجاري وصلت شاحنة محملة بأكياس الدقيق ولم يتمكن الموزع من ايصال الحمولة الى التجار بعد أن صعدت العمالة فوق الشاحنة للحصول على الدقيق قبل دخولها مخازن المخابز وتدخلت الدوريات الامنية وغادرت الشحنة الموقع دون تفريغ.. وأشار متعاملون مع مخابز الطائف الى الانخفاض الكبير في انتاج المخابز بشكل عام وتوقف نصف المخابز الكبرى عن الانتاج بعد اخفاقهم في توفير الكمية المطلوبة لتشغيل المخابز الالية بشكل يومي.. وفي مراكز التموينات الغذائية والاسواق التجارية خلت الرفوف من انواع الخبز بشتى أنواعها وحتى الشوابير بعد ان تحول البعض اليها في ظل عدم قدرتهم على المزاحمة للحصول على رغيف الخبز والذي اصبح الحصول عليه يحتاج الى معاناة انتظار وتحمل الزحام حتى الوصول الى الخبز الساخن. ومن جهتهم دخل اصحاب الماشية وتجار الاغنام دائرة الاتهام حيث حمّلهم العديد من الاهالي مسؤولية ماهو حاصل في السوق بسبب قيامهم بخلط الدقيق بالشعير والاعلاف الاخرى لاطعام مواشيهم نظراً للارتفاع المستمر لاسعار الشعير في السوق وتعد الطائف من كبرى المحافظات التي تضم مزارع تسمين للمواشي ومراعي وسوق للانعام هو الاكبر من نوعه بالمنطقة، ولم تثبت حتى الآن صحة هذه الادعاءات.