يسألني صديقي عن أسباب افتقاد المجالس الشرفية في الأندية لقيمتها الاعتبارية ويدلل على ذلك بما يحدث في النصر بدخول أعضاء وخروج آخرين حتى صار المجلس الشرفي النصراوي مفتوحا على مصراعيه لكل من هب ودب من الباحثين عن الشهرة والمتسلقين لظهرها. @@ في سنوات مضت كانت للمجالس الشرفية أهميتها باعتبارها الممول الأول للأندية لكن مع دخولها مرحلة الاستثمار الرياضي تقلصت الحاجة لأعضاء الشرف وباتت الأندية تبحث عن النوعية على حساب العدد إلا في نادي النصر حيث ظل يغير في شرفيه كما يغير الفريق الكروي ملابسه. @@ الغريب في النصر وهو المعروف بأنه طارد للشرفيين الفاعلين ومنفر للداعمين الحقيقيين أنه يفتح ذراعيه للمستفيدين والمتمصلحين الذين باتوا يحملون العضوية الشرفية الصفراء بأبخس الأثمان حتى جعلوا المجلس الشرفي النصراوي أشبه بمحلات (أبو ريالين ) بل والأعظم من ذلك أن أولئك قد لا يترددون لحظة في المطالبة باسترداد الفتات الذي قدموه حينما يجدون في لحظة ما أنهم غير قادرين على تحقيق مآربهم التي جاءوا من أجلها. @@ حال النصر مع أعضاء الشرف محير للغاية، فثمة أعضاء هيمنوا ومازالوا يهيمنون عليه دون ان يعرف النصراويون رقما واحدا من فاتورة تلك الهيمنة، وآخرون لا يتأخرون لحظة في النقد والتنظير وهم غير ملتزمين بأبسط أدبيات الفاعلية الشرفية وهي تسديد العضوية السنوية، فيما الداعمون الحقيقيون يلتحفون الصمت ويتوسدون الانزواء مفرغين الساحة النصراوية لأصحاب الردح والكلام المجاني. @@ النصر بسبب سياسة الاستحواذ ولغة الإقصاء خسر شرفيين كثر وداعمين كان من الممكن أن يسهموا في إخراج النصر من أزمته التي أبعدته عن البطولات لعقد كامل، وإلا فهل يعقل أن يغيب داعمون بحجم حسام بن سعود وتركي بن خالد عن المشهد النصراوي ويتم التفريط في داعمين بحجم البلطان أو حسام الصالح أو عساف العساف في وقت تترك فيه الأبواب مشرعة لمن لا ناقة لهم ولا جمل في الرياضة وليس في النصر!. @@ المؤلم على النصراويين ليس في ابتعاد الشرفيين الفاعلين عن متابعة شؤون ناديهم والمساهمة في صنع قراراته وتلمس احتياجاته وحسب، إذ أن الألم يبلغ حده حينما يجدون ان بعض شرفييهم قد انزووا بعيدا عن الرياضة فيما البعض الآخر منهم قد انتقل الى أندية أخرى منافسة أو غير منافسة فهنا يكون الألم أشد والخسارة مضاعفة. @@ القابضون على القرار النصراوي إذا ما أرادوا ترتيب أوضاعه فعليهم ان يبدؤوا من حيث مجلسه الشرفي الذي كان في أوج عصره مضربا للمثل يوم ان كان صانعا للقرارات وداعما للانجازات، وإن لم يفعلوا ولن يفعلوا فعلى جماهيره أن تقبل بشرفيين من نوعية (الصوت عالي والبطن خالي )!!. الكلام المباح @@ بيان جاسم الياقوت الأخير كشف حجم الأخطاء وفداحة التجاوزات في لجنة الاحتراف والقرارات التي تخرج مفصلة على كل قضية. @@ تداخل المسابقات الثلاث في أسبوع واحد يكشف عن فوضوية واضحة في رياضتنا وليس فقط في اللجنة الفنية. @@ وضع القادسية الراهن كشف عن وجود طابور قدساوي لا يريد ان تقوم قائمة لهذا النادي وتداعيات ترشيح الهزاع أسقطت ورقة التوت وعرت المتشدقين حب الكيان. @@ تأهل الاتفاق لنصف نهائي كأس ولي العهد كان صفعة لمن لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم وهم الذين يحملون أقلام نقاد وحقائب محللين.