شاع ذكر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والتي أصبحت الآن تحت مسمى (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع) في كل الوسط الاجتماعي السعودي، وكذا في الدول العربية، مما كان مدعاة للفخر بهذا السبق الذي احتذته بعض الدول المجاورة لنا. فكانت الدعوات لنا تتوالى لزيارة الدول الشقيقة للحديث عن هذه المؤسسة، وإطلاعهم على أهدافها ونظامها. كما زار المؤسسة كثير من المهتمين بأمر الموهوبين من مختلف البلاد العربية وغيرها من البلدان الخارجية. ومع أن إنجازات المؤسسة المستمرة أكثر من أن يحيط بها المقال فإن من أبرز إنجازاتها: ذلك المعرض الذي أقيم لأول مرة في قصر الثقافة بالرياض، منذ عدة أعوام لإبراز مخترعات المخترعين السعوديين، بالإضافة إلى اختراعات أبناء دول مجلس التعاون.. ورعاه آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب هذا المعرض مؤتمر علمي استفادت المؤسسة من البحوث المقدمة إليه في مجالات عدة. وقرر المجتمعون أن يكون هناك معرض سنوي للمخترعين من دول الخليج العربي يقام كل عام في دولة من الدول الخليجية، وكانت دولة الكويت الشقيقة هي التي استضافت المعرض الثاني على أرضها وكان ناجحاً بكل المقاييس؛ ولأسباب لا أعرفها لم يتحقق ما عزم عليه من استمرار المعارض في دول مجلس التعاون بالتناوب.. لكن المؤسسة لم تتوان في هذا المجال، فأصبح من دأبها إقامة المعارض السنوية، فكان اللقاء الأول للمخترعين السعوديين بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحت رعاية وزير التربية والتعليم نائب رئيس المؤسسة والدكتور هاشم يماني وزير التجارة والصناعة وذلك يوم السبت 1422/2/21ه. وكان اللقاء الثاني للمخترعين السعوديين بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية خلال المدة من 2- 1424/2/4ه. ثم أتبعه اللقاء الثالث للمخترعين السعوديين بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز بجدة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة (رحمه الله) خلال المدة ( 21- 1425/3/22ه) (وصاحبه المعرض الثاني للاختراعات وكان فرصة لعرض الكثير من الاختراعات والابتكارات للأفراد وبعض المؤسسات العلمية والصناعية تجاوز عددها ( 60اختراعاً)، ودعي إليه أحد الخبراء العالميين من كوريا الجنوبية لإلقاء بعض المحاضرات. وأما اللقاء الرابع للمخترعين السعوديين فكان بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية خلال الفترة ( 12- 1426/2/14ه)، وحفِل بمشاركة أكثر من (70) من الاختراعات التي تم عرضها في المعرض. وكان اللقاء الخامس للمخترعين السعوديين الذي عقد بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم خلال الفترة من 12- 1427/2/14ه، وشارك فيه العديد من المخترعين والمخترعات وشمل المعرض أكثر من (70) من اختراعاتهم، وحضر هذا اللقاء رئيس منظمة اتحاد جمعيات المخترعين الأمريكيين الذي قدم درع عضوية المنظمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تقديراً لجهوده في رعاية المخترعين السعوديين. كان عزم المؤسسة معقوداً على تنفيذ اللقاء السادس للمخترعين السعوديين ومعرض الاختراعات بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة بعد عام واحد من اللقاء الخامس حسب الترتيبات الأولية التي أجريت ذلك الحين ولكنها أوقفت ولم يعد اللقاء السادس حتى الآن وقد مثل هذا التوقف خيبة أمل كبيرة لدى المخترعين السعوديين، الذين كانوا يتطلعون إلى هذه اللقاءات المفيدة لعرض إبداعاتهم، واختراعاتهم، وتبادل الرأي مع زملائهم، ويرفعون من حصيلتهم المعرفية في مجال الاختراع، والحماية، والاستثمار من خلال المحاضرات، وورش العمل التي تنظم خلال هذه اللقاءات. وأضم صوتي بشأن هذا الموضوع إلى صوت أخي الأستاذ صالح محمد الصعب الذي كان يعمل في المؤسسة - ومن مهامه ومسؤولياته رعاية المخترعين وتنظيم معارضهم السنوية.. حين دعا المؤسسة إلى أن تسمي المعرض الذي يقام في شهر ربيع الأول 1429ه بالمعرض السادس. إذ سبقته خمسة معارض للابتكار والمبتكرين، ولا يجوز تناسي تلك اللقاءات الناجحة والفريدة التي تمت منذ بروز نشاطات هذه المؤسسة. نعم لم أجد تفسيراً مقنعاً يجعل المؤسسة تعلن في الصحف المحلية عن أنه المعرض الأول للابتكار، هل نسي الزملاء القائمون على الموهبة ما سبق من معارض؟ هذا إلى جانب تلك المشاركات في المعارض الدولية السنوية والتي فاز المخترعون السعوديون فيها بميداليات ذهبية وبعضها فضية، بتحفيز وتنظيم من المؤسسة مكنهم من الاشتراك في هذه المسابقات العالمية.. ولم يكن للمبدعين فرصة للمشاركة لولا تبني المؤسسة لمشاركتهم، وتنظيمها لجهودهم. إن الجهد غير المسبوق في مساعدة المخترعين في تسجيل براءات اختراعاتهم وإرشادهم إلى الطرائق القانونية والإدارية للتسجيل الذي كانت تقوم به إدارة الاختراعات في المؤسسة عامل أساسي في أن تكون براءات الاختراعات التي سجلها السعوديون تفوق في عددها ما سجله آخرون من الأقطار العربية الشقيقة، بل إن جهد الإدارة قد وصل إلى حد المشاركة المالية وتحمل أعباء الإجراءات القانونية، وقد توج ذلك بطرح فكرة (الحاضنات) أي احتضان هذه المخترعات، وتطويرها لتصبح تجارية، وتأخذ موقعها العالمي، وعملت المؤسسة على إخراج هذه الفكرة بالاتفاق مع مؤسسات تجارية سعودية. هذا وللحديث بقية - إن شاء الله -.