يقال في أمثال منطقة الباحة "احلى من الماء على الظمأ" لمن يتصف ببشاشة الوجه عند قدوم الضيف اليه، وذلك يعني ان ابتسامة وبهجة المضيف بضيفه دون تكلف تعني كرمه وحسن ضيافته، وكانت القهوة أفضل ما يستقبل به الضيوف عند قدومهم، وفي ذلك المثل تفضيل للكريم بأنه أفضل من الماء عندما يجده المتعطش اليه. وللقهوة العربية في الباحة عشاقها الذين تغنوا فيها وصفاً وشوقاً، ومنهم شاعر النظم المعروف في منطقة الباحة عبدالله بن عائض الغامدي رحمه الله وقد كان من شيوخ قبيلة غامد الذين عاشوا قبل عصر الدولة السعودية الأولى، وتم تدوين العديد من روائعه الشعرية ومنها هذه الأبيات التي جاءت بها قريحته عشقاً للبن ودلة القهوة ومعاميلها: ويقول بن عائض: دنو لي الدله وشبوا لي النار ونجر عويله يذهن اللي هجوعي عز الله اني لاشقر البن بيطار ولا توافقني بعاض الصنوعي يا كيف بن عايض عن الكيف صبار واثره الى لاوذ صبور جزوعي منين لي دله على جال منحار اضحك واهرج لابسات الجزوعي يا طول ما عديت في راس مسبار اصبر على خرمه وشرب وجوعي