اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت ونشرتها امس الجمعة بفشله في حرب لبنان الثانية، ودعا من جهة ثانية إلى التفاوض مع حركة حماس حول الوضع في قطاع غزة. وأضاف حالوتس في المقابلة وهي الأولى منذ استقالته في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي أن السنة الأخيرة لم تكن سهلة بالنسبة له "وقد مرت بذهني أفكار كثيرة جدا واستوعبت أمورا ما كنت سأستوعبها خلال الأحداث". وتطرق إلى دوافع استقالته قائلا إن "مصطلح المسؤولية يعني أنه يتوجب القيام بعمل ما ولا يتطلب الأمر دائما تقديم استقالة لكني اعتقدت أن ثمة أمرا أكبر بكثير من الأمور العادية التي يمكن تجاوزها من دون الاستقالة". إلا أنه لا يرى أن على رئيس الوزراء ايهود أولمرت الاستقالة في أعقاب إخفاقاته خلال الحرب مسوغا ذلك بأن "القيادة السياسية تقف أمام امتحان الجمهور في كل مرة تجري فيها انتخابات. وبالنسبة لي شخصيا فإن العمل إلى جانب أولمرت كان شرفا لي، فقد اتخذ قرارات بصورة لائقة والمحاكمة التي يجرونها له تتضمن إجحافا بحقه ومصالح أخرى". من جهة أخرى رفض حالوتس الانتقادات التي وجهت له في وسائل الإعلام بأنه كان يوجه قرارات الحكومة أثناء الحرب مستغلا افتقار أولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس للخبرة العسكرية والأمنية قائلاً إنه ما كان بإمكانه أن يؤثر على 24وزيرا و"لم ننفذ شيئا حتى لو كان صغيرا للغاية من دون مصادقة الحكومة". واعتبر أن شن الحرب بعد هجوم حزب الله في 12تموز/يوليو 2006مباشرة كان قرارا صائبا "لقد قلت (يومها) إنه بالإمكان عدم فعل شيء، لكني لست آسفا، فلو انتظرنا لما فعلنا شيئا، هذا رأيي، فلو أننا لم نرد بعد الحدث (هجوم حزب الله) مباشرة لما كنا سنرد أبدا". لكن حالوتس أضاف معترفا "بأني أخطأت في توقيت تجنيد الاحتياط وحتى لو لم تكن حاجة لتفعيلهم كان يتوجب تجنيدهم" وأردف "صحيح، لقد اعتقدت أن هذا (أي الحرب) يمكن أن ينتهي مبكرا". وأوضح أن الفكرة لدى القيادة الإسرائيلية في بداية الحرب "كانت توجيه ضربة نيران غير متناسبة" مع هجوم حزب الله "لكي يدرك الجانب الآخر أنه لا يتوجب أن يستمر، والجانب الآخر تلقى فعلا ضربة ليست تناسبية ورغم ذلك استمر" في القتال. وذكر أنه "كان هناك أشخاص في الجهاز العسكري الذين اعتقدوا أن الحديث عن حملة محدودة النطاق، محدودة جدا".وقال حالوتس إنه لو أوقفت (إسرائيل) هجماتها ضد لبنان في الأيام الأولى من الحرب "من غير المؤكد أننا كنا سنحقق نتائج سياسية مثلما حققنا". واعتبر أنه بالحرب على لبنان حققت (إسرائيل) "نجاحات عسكرية وسياسية بدءا من تدمير منظومة الصواريخ الطويلة المدى وهذه ضربة قوية لحزب الله وانتهاء بحقيقة أنه في العام ونصف العام الأخيرة يسود الهدوء عند الحدود مع لبنان". ورأى أن شن العملية العسكرية البرية في الستين ساعة الأخيرة للحرب كان "صحيحا ومطلوبا وعندما خرجنا لتنفيذها كانت هذه خطوة صحيحة من الناحيتين العسكرية والسياسية وقد خدم هذا إمكانية ألا يكون في نهاية المطاف اتفاق" في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701الذي أوقف الحرب. وحول عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي التي ظهرت بوضوح خلال الحرب قال حالوتس "لم أفاجأ من الظاهرة وإنما فوجئت من حجمها الكبير، فجهوزية الجيش الإسرائيلي لم يتم التعبير عنها من خلال نقص في المياه أو الحقائب المحمولة على الظهر، وإنما يوجد هنا شيء أعمق نابع من أن الجيش انشغل طوال أكثر من 20عاما بمهام ليست عسكرية صافية و 20عاما هو جيل وضباط اليوم ولدوا في هذا الواقع". وتطرق حالوتس إلى الحديث في (إسرائيل) عن احتمال تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزة بادعاء وقف إطلاق صواريخ القسام وقال "إذا كانت إحدى الإمكانيات هي السيطرة على غزة فإنه يتوجب معرفة حتى متى وما هو السبب للانسحاب من هناك، وربما من خلال هذه الفوضى يجب أن نفكر بشيء آخر، مثلا، وبشروط محددة للغاية، التحدث مع من يجلس هناك". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يقترح أن تتحدث إسرائيل مع حماس قال حالوتس "أعتقد أن الحديث مع أعداء هو أمر غير مرفوض من حيث المبدأ وأحد الأمور التي تعلمتها هو أن ممارسة القوة أمر جيد لكنه ليس الإمكانية الوحيدة".