أظهرت دراسة حديثة لوزارة الصحة وجود نقص حاد في أعداد أطباء الأسنان في المملكة نتج عنها تدني الخدمة في المدن الصغيرة والقرى وعدم توفر الحد الأدنى لأطباء الأسنان في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وأشارت الدراسة إلى ضرورة زيادة أعداد أطباء الأسنان خلال السنوات القليلة القادمة بما لا يقل عن (2000) طبيب أسنان لرفع مستوى الأداء، وقالت الدراسة التي أعدتها الوكالة المساعدة للتخطيط والبحوث بالوزارة حول الاحتياجات المستقبلية من القوى العاملة الصحية وامكانات السعودة حتى عام 2040م ان سعودة قطاع الطب يحتاج لتخريج 1200طبيب سعودي على مدى 30عاماً قادمة أي حتى عام 2035م. وكشفت الدراسة أن سوق العمل المحلي لم يكن معداً ولا كافياً لتلبية الحاجة إلى العمالة الصحية المتخصصة والفنية المؤهلة مما جعل الاستقدام من خارج المملكة أمراً طبيعياً، وأبانت أن عملية التنمية في المملكة أدت خلال العقدين الماضيين إلى تطور شامل في القطاع الصحي، حيث تم التوسع في الخدمات الصحية أفقياً من خلال زيادة عدد المنشآت الصحية ورأسياً بتحسين النوعية والكفاءة وتكامل الخدمات، حيث ارتفع خلال العشرين سنة الماضية عدد المراكز الصحية من 1306مراكز عام 1405ه إلى 1848مركزاً عام 1425ه بنسبة بلغت 40في المئة، كما أنشئت العديد من المستشفيات العامة والتخصصية ليرتفع عدد الأسرة خلال نفس الفترة من 30959سريراً إلى 49172سريراً بمعدل زيادة بلغ 8.58في المئة. وقد واكب هذا التوسع زيادة في الطلب على العمالة المتخصصة والمؤهلة، حيث ارتفع حجم العمالة الصحية في القطاعين العام والخاص من 70086متخصصاً فنياً عام 1405ه إلى 146599في عام 1424ه بنسبة زيادة 2.109في المئة. وتهدف الدراسة إلى تقرير الاحتياجات ووضع تصور لمتطلبات تنمية القوى العاملة في المدى الطويل بما يمكن من بلوغ مرحلة التشغيل الكامل بقوى عاملة وطنية أو على أقل تقدير بلوغ مرحلة تشغيل قريبة من الاكتفاء الذاتي، حيث تتراوح نسبة السعودة حالياً ما بين 3.21إلى 8.50في المئة لفئات العاملين الصحيين. وتوقعت الدراسة أن ترتفع نسبة القبول في كليات الطب القائمة بنسبة 5في المئة وأن تستمر هذه السياسة مستقبلاً وعلى مدى 15عاماً قادمة. كما توقعت الدراسة أن يصل عدد الأطباء المتخرجين من كليات الطب في نهاية عام 2040م إلى 3282خريجاً ليرتفع عدد الأطباء السعوديين إلى 71296طبيباً بنسبة سعودة تصل 8.81في المئة وهي نسبة قريبة من مستوى الاكتفاء الذاتي، حيث يقدر الاحتياج الفعلي للأطباء عام 2040م 522.87طبيباً. وأكدت الدراسة ان وجود 1041طبيب أسنان سعودياً من إجمالي 4800طبيب أي بنسبة 7.21في المئة ومعدل طبيب أسنان واحد لكل 4724نسمة يمثل مؤشر خدمة متدنياً مقارنة بالمعدل القائم في العديد من دول العالم، حيث تحتاج المملكة لوجود (6700) طبيب أسنان بزيادة تصل 2000طبيب سنوياً بدءاً من عام 2006م حتى 2009م ليخدم طبيب الأسنان الواحد 3500نسمة عام 2010م. وتقدر الدراسة زيادة عدد الخريجين من 207خريجين عام 2005م إلى 633خريجاً عام 2020م، ليرتفع عدد أطباء الأسنان السعوديين إلى 6252طبيباً بنسبة سعودة 01.65في المئة، كما قدرت الدراسة الاحتياج الفعلي لأطباء الأسنان عام 2035م ب(12943) طبيباً، مشيرة إلى أن عدد أطباء الأسنان السعوديين سيصل في نفس العام إلى 12896طبيباً بمعدل 633خريجاً سنوياً لترتفع نسبة السعودة إلى 6.99في المئة. وتشير الدراسة إلى تخريج كليات الصيدلة القائمة مع توسعها بنسبة 5في المئة والخمس كليات المفتتحة التي لم تخرج بعد بالإضافة إلى الثلاث الكليات المخطط لافتتاحها ستمكن من الاكتفاء الذاتي خلال الخمسة عشر عاماً القادمة دون الحاجة للتوسع بمزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، وأن الحفاظ على نسبة السعودة في مجال التمريض يحتاج لضخ استثمارات جديدة لافتتاح كلية صحية كل خمس سنوات بدءاً من عام 2031م. وتشدد الدراسة على اعتماد وظائف جديدة في الميزانية تتناسب مع الزيادة في أعداد الخريجين وخاصة وظائف التمريض في جميع الجهات الحكومية المقدمة للخدمات الصحية وتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم (50) الصادر بتاريخ 1415/4/21ه القاضي برفع نسب السعودة في القطاع الخاص سنوياً بمعدل (5) في المئة لتصل إلى (30) في المئة على كافة مؤسسات القطاع الصحي الخاص، وأن تقوم الجهات الحكومية بزيادة نسبة السعودة في القوى العاملة الصحية وبشكل خاص زيادة توظيف كوادر التمريض السعودية لتصل إلى 30في المئة كحد أدنى خلال الثلاث سنوات القادمة.