استضافت الأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض المفكر المعروف الدكتور عبدالوهاب المسيري في حوار مفتوح حول قضايا اليهودية والصهيونية والنتاج الفكري والأدبي. حضر اللقاء نخبة من الأكاديميين ومديري الإدارات بالأمانة العامة وإدارة الإعلام، وفي بداية اللقاء رحب الأمين العام للندوة العالمية الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي بالدكتور عبدالوهاب المسيري مفكراً وأكاديمياً ومؤرخاً استطاع أن يثري المكتبة العربية والإسلامية بموسوعة شاملة عن اليهودية والصهيونية، وبمؤلفات ودراسات علمية وفكرية رصينة. وقد بدأ الدكتور المسيري اللقاء بالحديث عن إنتاجه الفكري والثقافي المستقبلي، كما كشف عن انتهائه مؤخراً من إعداد كتاب عن (نهاية إسرائيل) وفيه يرصد بالتحليل والوثائق نهاية هذا الكيان؛ من خلال أقوال وتصريحات قادته ورموزه، والمشكلات التي تواجه هذه الدولة، وقال"إن نهاية إسرائيل أمر حتمي، لأنها جيب استيطاني، والجيوب الاستيطانية أمران: الأول: الجيوب الاستيطانية التي نجحت في إبادة السكان الأصليين مثل أمريكا، وهي التي كتب لها البقاء، والثاني: الجيوب الاستيطانية التي لم تنجح ولم يكتب لها البقاء مثل جنوب إفريقيا وأنجولا والجزائر، وأتحدى أن يذكر لي أحد أن تكون (إسرائيل) الاستثناء، أم أننا وقعنا تحت مقولة: (شعب الله المختار)". وقال الدكتور المسيري: إنني عندما أتحدث عن "نهاية إسرائيل" أعتمد على مصادر إسرائيلية ويهودية وصهيونية، ولا أعتمد على مصادر عربية أو إسلامية. وأضاف: إن هناك من يصفني بالجنون عندما أقول بحتمية زوال ونهاية هذا الجيب الاستيطاني. أما المشروع الثاني- والكلام مازال للدكتور المسيري- فهو كتاب عن (اليهودية والأزمة الصهيونية)، والمشروع الثالث إعداد (20) حلقة تليفزيونية عن موسوعة اليهودية والصهيونية. وطرح الدكتور المسيري رؤيته حول اللوبي الصهيوني وأمريكا ومَن يُحرِّك مَن؟ والصفعات التي تلقتها إسرائيل من الولاياتالمتحدة بسبب تسريبها أسراراً عسكرية للصين، وقال: للأسف الإعلام العربي لا يهتم بهذه القضايا، ولا يهتم بالتمزق الصهيوني من الداخل. وأوصى الدكتور المسيري بقراءة كتاب الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش (الإسلام بين الشرق والغرب) وقال: إنه كتب دراسة عن هذا الكتاب. ثم استكمل الدكتور المسيري حديثه عن مشروعاته الفكرية المستقبلية فقال: إن كتاباً جديداً سيصدر له بعنوان (حوارات المسيري)، وموسوعة شاملة عن (وحدة الوجود). وقال: الحمد لله أن معظم مشروعاتي الفكرية ستجد طريقها للنشر. ثم دار حوار بين الدكتور المسيري والحضور؛ بدأه الدكتور صالح الصانع بمطالبة الدكتور المسيري بترجمة جميع أعماله إلى الإنجليزية لما لها من فائدة، وأكد الدكتور خالد العجيمي ضرورة الاهتمام بالمنهج الذي سلكه الدكتور المسيري في نتاجه الفكري والثقافي والموسوعي، وأن يُدرَّس هذا المنهج لطلابنا في الجامعات، وتساءل الدكتور محمد اليماني عن النفق الذي دخلت فيه الولاياتالمتحدة في تحدِّيها للشرعية الدولية ومناصبة العالم العداء، وهل نحن نتجه بالصراع العربي الصهيوني إلى نهاية قريبة، وتناول الدكتور عبدالعزيز العمري قضية التوحيد والتأصيل لها تاريخياً، وطالب الدكتورَ المسيري بأن يساهم في تكوين جيل من الباحثين يحملون فكره ومنجهه، وتعرَّض الدكتور زيد العيص في مداخلته عن وحدة الوجود عند الشيعة، وتآكُل المجتمع الصهيوني. أما الدكتور صالح الوهيبي فسأل الدكتور المسيري عن التهديدات التي تلقَّاها، وقصة تحوله من الماركسية إلى الإسلام، وسأله الأستاذ سليم عياد عن رؤيته السياسية المعاصرة، ودار حوار علمي ومنهجي رصين بين الدكتور المسيري والحضور.