كشف الدكتور سعيد بن غرم الله الغامدي استشاري الطب الشرعي والمشرف على مركز الطب الشرعي بالرياض أن انتشار ظاهرة العنف الأسري مؤخراً لم تظهر جلياً إلا عندما تم تداولها إعلاميا، وتناولتها منظمات حقوق الإنسان في برامجها الشبه يوميه كما أبرزت الكثير من الصحف والقنوات الفضائية تفشيها وازديادها وكأنها لم تكن في السابق، وقال نحن نجزم بأنها لم تتفش ولكنها ظهرت إلى السطح بعد أن كانت داخل الأسوار وأصبحنا نراها بين كافة شرائح المجتمع، بل وأصبحت مشكلة مقلقة مجتمعيا وعلى مستوى الدولة وقد اتفق جميع المختصون على أن العنف الأسري هو الذي يقع على فرد من الأسرة من قبل أحد أفراد ذات الأسرة، وأشار أنه يمكن تعريفه على أنه مجموعة الأقوال والأفعال والمواقف التي توجه ضد أفراد الأسرة . وأكد وجود حوالي 19نوعا من أنواع العنف ومنها على سبيل المثال العنف اللغوي، العنف النفسي، العنف الجسدي، العنف الجنسي، الغذائي، الصحي، التعليمي، المالي، وقد تندرج تحت هذه الأنواع أو تختلف عنها أفعال أخرى مثل السخرية، الاستخفاف، التمييز، الهجران، الزواج من أخرى وآخرها وأشدها القتل ومن أهم خصائص العنف الأسري ان غالبية الضحايا هم الزوجة والأولاد وحديثاً انضم إليهما خادمات المنازل والعجزة المقعدين . وبين أن العديد من الزوجات ترفض التبليغ بحجة أن الزوجة المعنفة تريد الستر وان هذا شأن أسري وقد يتقبلن العنف ويعتبرنه حقاً مكتسباً للرجل أو أنها رجولة مثلاً وفي المقابل قد يمارسن عنف مضادا على الزوج والأهل، مشيراً أن الزوجة قد تكون هربت من منزل أهلها بالزواج من أول طارق دون النظر في العواقب فنجدها تعيش في رعب دائم لخوفها من الطلاق فتتحمل صنوف العذاب والاهانه والتهديد بالطرد والزواج والهجران دون ان تبلغ أهلها وفي الغالب تنتهي إلى مأساة عندما ينتقل الأذى إلى الأولاد وتتدهور حالتها النفسية فتنهض متأخرة بعد فوات الأوان فتنتقم شر انتقام أو تلجأ إلى من ينقذها من هذا الجحيم .وأوضح أن النساء في مجتمعنا تولدت لديهن فكرة أنهن الحلقة الأضعف والرجل هو الأقوى، وانها يجب ان تكون ملك للرجل يفعل بها مايشاء، وان من حق الرجل ان يؤدب زوجته شرعاً وان المجتمع يطلب من المرأة ان تكون سلبية، وان مجرد الشكوى يعني فضيحة وكشف ستر ولذلك نجدها تنعزل هي وأسرتها عن الأقارب والجيران .