لقد وردت للإبداع تعريفات كثيرة لسنا هنا بصدد سردها أو تناولها لذا سنختار أحد أشهر هذه التعريفات وهو انه (النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة) كما انه محاولة الخروج عن المألوف بأفكار جديدة، قد تبدو غريبة وشاذة في بداية الأمر، فكثيرون رأوا التفاحة وهي تسقط ولكن (إسحاق نيوتن) هو الوحيد الذي سأل: لماذا سقطت؟ وبالتالي اكتشف قانون الجاذبية. والإبداع لا يتوقف عند إيجاد الفكرة الجديدة فقط بل من المهم إخراج هذه الفكرة للوجود من خلال العمل الجاد المستمر لتحويلها من فكرة خيالية إلى واقع عملي. وسنعرض - إن شاء الله - بعض القصص التي توضح مفهوم الإبداع بأسلوب أكثر تميزاً. على أن البعض قد يشطح بتفكيره بعيداً فيتصور أن الإبداع خاص بالعلماء والمخترعين والحقيقة أن هؤلاء لم يصلوا إلى ما هم عليه إلا بإبداعاتهم في مختلف مراحل حياتهم حتى حرروا عقولهم من التفكير التقليدي إلى التفكير الإبداعي، ولكن نسير على خطاهم ونحقق النجاح والتميز، فعلينا أن نبدع في سائر شؤون حياتنا، فمثلاً تغيير مكان الأثاث بشكل مميز يعد إبداعاً، وكذلك تحديد يوم يقوم فيه الأولاد بتنظيف المنزل ويوم آخر يتفرغ لهم آباؤهم وأمهاتهم يعد نوعاً من الإبدعات التربوية، ونحو ذلك كثير. فالإبداع إذن ليس اختراع شيء من العدم بل هو تعديل وتطوير الأفكار الموجودة القائمة لتكون أكثر تميزاً، ومثال ذلك اقتراح احد الشباب المبدعين لإحدى شركات العصائر دمج فاكهتين أو أكثر مع بعضها حتى رأينا عصير (البرتقال مع الجزر) و(الخوخ مع الموز)! والآن انظر حولك ماهي الأفكار الإبداعية التي تخطر ببالك. سعد التركي باحث في التفكير الإبداعي