على نفس المنوال الذي عرفت به فرقة "أوسيس" منذ ألبومهم الأول "بالتأكيد ربما" عام 1994م، وحتى نضجهم الأبرز في "الوقوف على أكتاف العمالقة" عام 2000م، إلى آخر أعمالهم "لا تصدق الحقيقة" عام 2005م، تبدو هذه الأغنية مألوفة لطريقتهم التي تجمع بشكل مطلق وهامشي في بعض الأحيان، بين أسلوب اثنتين من العمالقة حقاً في عالم الروك "بينك فلويد" و "البيتلز"، الأسلوب التخديري الهادئ في معظم الأحيان والبساطة الحادة والكلمات المقتضبة في التعبير. تأخذ الأغنية عنوانها من ألبوم "موسيقى جدار الأعاجيب" لجورج هاريسون الذي حققه عام 1968عندما كان ضمن فرقته "البيتلز" لفيلم يحمل عنوان "جدار الأعاجيب"، كتبها نويل جالاقهر في وقت كانت الأقاويل تدور حول أنه كتبها من أجل من ستصبح زوجته في عام 1997م "ميغ ماثيوز"، بينما ينكر جالاقهر ويؤكد أنها تدور عن صديق متخيل سيأتي لإنقاذك من نفسك يوماً من الأيام. كتب نويل هذه الأغنية لكي تكون ضمن ألبوم "ما القصة أيها الصباح المجيد؟" عام 1995م، وغناها أخوه في الفرقة "ليام جالاقهر"، إلا أن شهرتها كانت في إطلاقها منفردة لتحقق المرتبة الثانية في المملكة المتحدة، وتغزو قوائم الأفضل في أمريكا لتكون الثامنة، ثم تتربع على قائمة "مسارات الروك الحديث" لمدة تزيد على عشرة أسابيع، وهو ما لم يتكرر مرة أخرى في أمريكا، بينما في المملكة المتحدة بلدهم الأم فإن الأمر كان مختلفاً جداً، لأنها الأشهر من أعمال الفرقة، وقد دخلت ضمن قائمة المائة الأفضل من الأغاني المنفردة مبيعاً في بريطانيا، حيث باعت ما يفوق مليون نسخة، وتم تحميلها قانونياً من شبكة الانترنت بمعدلات مربحة جداً، وقد أنتجت مرة أخرى على شكل أسطوانة بلاتينية ما جعلها تحقق كل ما يمكن لأغنية منفردة تحقيقه. في النسخة المصورة يبدو التأثر واضحاً بالأعمال التشكيلية للفنان السريالي البلجيكي رينيه ماجريت، ويظهر عازف الجيتار المساند "سكوت ماك ليود"، مكان سابقه "بول ماك جويقان" الذي ترك الفرقة بسبب أمراضه العصبية. الأسلوب الشعري الذي بنيت عليه القصيدة الغنائية لحائط الأعاجيب، يعتمد على تعاقب أربعة مقاطع شعرية، وهو الأمر الذي ميزها جداً، وجعل الكثير من الفنانين في بريطانيا وغيرها يتبعون هذا الأسلوب في أغانيهم الشهيرة على رأسهم ترافيس في "الكتابة من أجل بلوغك"، والفرقة الأمريكية "جرين داي" في "جادة الأحلام المتلاشية"، والتي لوضوحها جعلت "جالاقهر" يتنقدهم بشكل حاد متهماً إياهم بالسرقة الواضحة من "جدار الأعاجيب"، الأمر كان أشد وضوحاً وطرافة في أغنية "الحياة أصبحت باردة" لفرقة "غيرلز آلاود" التي حملت الجمهور على التغني بكلمات "جدار الأعاجيب" في حفلتهم عام 2007م، إلا أن هذا التعاقب أيضاً يمكن أن يوجد سابقاً بوضوح في السيمفونية الثامنة للألماني ماهلر. الأغنية تمت تغطيتها بعدد لا حصر له وعلى رأس فنانين كبار، مما حدا بشركة الإنتاج في أمريكا لسؤال "جالاقهر" عن حقيقة كتابته للأغنية، بل أنها أصبحت الأغنية المثلى التي تختارها بعض الفرق لمحاولة لمز مكانة "أوسيس" التي توسعت بشكل أسطوري في بريطانيا، مثلما فعل "روبي ويليامز"، والفرقة اللاحقة على نفس المنوال فيما بعد "راديو هيد"، ومهما يكن فإنها تعتبر من أشهر الأغاني التي تمت تغطيتها والاقتباس منها لحناً وأسلوباً شعرياً. كلمات الأغنية اليوم سيكون اليوم الذي سيرمونه مرة أخرى إليك حتى الآن بطريقة ما يجب أن تدرك ما الذي ينبغي عمله أنا لا أصدق بأن هناك من يشعر بك على النحو الذي أفعله نبض الماضي كانت الكلمة التي على الطريق ذلك أن النار التي في قلبك قد خبت أنا متأكد من أنك سمعت كل ذلك من قبل لكن لم يكن لديك أي شك أنا لا أصدق أن هناك من يشعر بك على النحو الذي أفعله وكل الطرق التي مشينا فيها سوياً تلتف وكل الأضواء التي كانت ترشدنا هناك تظلم هناك كثير من الأشياء التي أرغب في قولها لك لكني لا أعرف كيف لأنه ربما أنت ستكون الشخص الذي سينقذني؟ وبعد كل هذا أنت جدار الأعاجيب بالنسبة لي