ليس هناك متعة كروية أجمل مما تحمله لنا مواجهة عملاقي الكرة السعودية الهلال والنصر هذا المساء في ربع نهائي كأس سمو ولي العهد بعد ان فرضت قرعة المسابقة مواجهتهما المبكرة في بداية مشوارهما.. وتشير توقعاتنا الى ان لقاء التنافس التقليدي اليوم سيكون حافلاً بالقوة والاثارة والندية وسيظهر بنكهة خاصة سيما اذا كانت مقابلتهما حاسمة وتتطلب خروج احدهما من ساحة المنافسة مما يعني ان الاعصاب ستكون مشدودة ومحفوفة بالتوتر على غرار لقاءاتهما الدورية التي تميل إلى الهدوء النفسي والتحفظ الدفاعي للخروج بالتعادل على حساب العطاء الهجومي وهو ما يفقد المباراة كثيراً من جماليتها الهجومية أمام جماهيرهما الغفيرة. غير ان اتحاد الكرة برئاسة أمير الشباب سلطان بن فهد احسن صنعاً بالاستمرار في استقدام طاقم حكام اجانب لادارة مثل هذه المواجهات الساخنة وبالذات المصيرية وهو ما يكفل ارتقاء مستوى المباراة نتيجة اطمئنان اللاعب المؤثر الى عدم تعرضه للخشونة التي لاتظهر في حضور الحكم الاجنبي وبالتالي سيتفرغ النجوم لتقديم ما لديهم من مهارات ولمحات فنية تمتع الجماهير. @@ ان التاريخ الرياضي لا يزال يتذكر تلك اللقاءات الكبرى التي جمعت عملاقي الكرة السعودية منذ انطلاقة منافساتهما التقليدية في منتصف عقد الثمانينات الهجرية بملعب الصايغ التاريخي الذي شهد مباريات لا تنسى للنصر والهلال واهدافاً مثيرة لنجومهم الكبار من امثال مبارك عبدالكريم والكبش والدبلي واحمد الدنيني (رحمه الله) ومحمد سعد العبدلي وامتداد جيل النجوم إلى استاد الملز (الأمير فيصل بن فهد حالياً) بالهدافين الكبيرين ماجد عبدالله وسامي الجابر ثم ياسر القحطاني وسعد الحارثي في درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي. @@ المفارقة التاريخية التي تحملها قمة الليلة ان جماهير الهلال يدفعها تفاؤل كبير بالفوز نظراً لأن ادارتها الحالية تدخل هذا الموسم عامها الرابع بقيادة الأمير الشاب محمد بن فيصل بن سعود وقد سجلت لاسمها انجازاً اعتبارياً خاصاً امام المنافس التقليدي بعدم خسارة فريقها الأول امام النصر في عهدها حتى اليوم وهو ما يمنح فوز الفارس الأصفر اهمية تاريخية خاصة بنجاحه في (فك) هذه العقدة والغاء الانجاز الذي يحسب للادارة الهلالية ويميزها عن سابقيها في ذاكرة التاريخ الأزرق.