صناعة الحلي الرخيصة (الإكسسوارات) مجال واسع من الإبداع الدقيق يجري فيه التعديل ببساطة لافتة وهذا هو المجال الذي اختارته المبدعة ليلي الودعاني، والتي انطلقت بدايتها بالصدفة بعد حوار مع احدى زائرات مركز المعوقين.. وأصل الحكاية ان الودعاني كانت تراجع المركز بابنها الذي أصيب بشلل نصفي اقعده عن الحركة اثر حادث مروري قبل دخوله المدرسة عندما تحدثت معها إحدى الزائرات وعرفت منها احوالها المالية المتعثرة بعد وفاة زوجها فاخذت تشجعها معنويا وتبث فيها روح التحدي والرغبة في النجاح.. ووجد التشجيع آذانا صاغية وقلبا منفتحا راغبا في الانجاز الذي يحفظ الكرامة، لأرملة منذ عشر سنوات لديها خمسة من الأبناء أصغرهم الطفل المعوق.. بداية موفقة وأكملت ليلى الودعاني حديثها قائلة :س صنعت بعض الاكسسوارات وكانت بدايتي مع جناح يعرض به بعض منتجات الأسر، فبدأت ببيع الجلابيات الجاهزة ثم انتقلت الى مجال الإكسسوارات من الحلي النسائية التي اصنعها بنفسي والتي أصبحت هي الحرفة الأساسية لي. وبعدها انطلقت في عالم الإنتاجية، فقدمت ورشاً تدريبية للطالبات الجامعياً لمدة أسبوعين وبالفعل تم تدريبهن على التطريز والأشغال اليدوية، وكانت تجربة أفادتني كثيرا، واشعلت لدي التفاؤل والحماس وهذه مرحلة جديدة بعدها انخرطت بالتفاعل مع معارض الأسر المنتجة، وانا حريصة على ألا تتجاوز أسعاري العشرين ريالاً فمواد الخام أسعارها لا تذكر والجودة والإبداع تكون في طريقة الصنع بالإضافة للوقت المستقطع لعملها. ونتيجة مرضية واكملت ليلي الودعاني حديثها فقالت الحمد لله الآن وصلت إلى مرحلة لم أكن احلم بها، ففتحت محلاً بإحدى اكبر مراكز الألعاب الكبرى بالرياض، وابني استلم إدارة في المحل فهو حاصل على الثانوية بتقدير جيد ولم تقبله أي من الجامعات أو الكليات أما اكبر أبنائي فيعمل في قطاع خاص وراتبه بالكاد يكفي التزاماته الأساسية وبناتي الأخريات يعملن معي ويقفن بجانبي فهو مورد رزق لنا جميعا يكفي حاجتنا، وبالرغم من قله دخلة فبناتي توفي والدهن وهن في المرحلة الثانوية، وكانت صدمتهن كبيرة بفقده ولم يستطعن الحصول على مجموع يؤهلهن للوصول إلى الجامعة مما اضطرهن للبقاء بالبيت وآثرن أن يساعدنني في التطريز وعمل الإكسسوارات لكسر وقت الفراغ وأخيراً قدمت ليلى العدواني كل الشكر والتقدير لكل من ساعدها وبث روح الإنتاجية فيها وتمنيت أن تجد من يتبني موهبتها ويرفع من مهارتها سواء كان من جهات خاصة أو حكومية.