في اجواء اختلطت فيها دموع الفرح بالحزن وصل الى مطار قاعدة الرياض الجوية البعثة الدبلوماسية للمملكة في تشاد قادمة من برازافيل عاصمة الغابون وتشهد العاصمة التشادية انجامينا اقتتالاً بين المتمردين وقوات حكومية تسبب في اجلاء كثير من رعايا الدول الدبلوماسيين والمقيمين في تشاد، وكانت السفارة السعودية هناك قد اصيبت بقنبلة اودت بحياة زوجة احد الدبلوماسيين وطفلته. وحطت الطائرة السعودية في المطار حوالي الساعة الحادي عشرة وعشر دقائق وكان على متنها افراد البعثة السعودية التي يصل عددها الى ثمانية اشخاص وجثتي المرأة والطفلة. وكان في استقبالهم معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مدير عام الشؤون المالية والإدارية بوزارة الخارجية وصاحب السمو الأمير محمد بن فيصل بن تركي آل سعود مدير ادارة الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء ومدير عام شؤون الموظفين السفير عبدالمجيد حكيم ونائب رئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير عبدالمحسن المارك. وعدد من الوزراء والدبلوماسيين في الوزارة. وحول الاحداث التي مرت بها البعثة هناك يروي سفير المملكة في تشاد عادل عارف تفاصيل الحادثة التي اودت بحياة شخصين من عائلة احد الدبلوماسيين فيقول "في عصر يوم الجمعة علمت بأن المتمردين على اطراف المدينة وكرئيس بعثة حاولت ان اجمع الرعايا وأعضاء البعثة كلهم في السكن الخاص بي وهو آمن مكان وبالفعل جمعناهم وأدينا صلاة المغرب ثم تناولنا العشاء وذهبنا الى النوم واستيقظنا في الصباح وفي الساعة العاشرة من صباح يوم السبت نزلت القنبلة على دار السكن وطبعاً زوجة زميلنا رحمها الله كانت في الطابق الثاني وكانت رحمها الله عندما تم جمع الرعايا هي من اختار المكان والغرفة وعندما انفجرت القنبلة كانت حقيقة شديدة وقوية جداً حتى انها دمرت تقريباً كل الدور الثاني "ويضيف" وقعت اصابات لطفل وتم علاجه هناك في تشاد بالقاعدة الجوية الفرنسية وكذلك في المستشفى التشادي وإن شاء الله يكون بخير". وعن مسار الرحلة التي أقلت أفراد البعثة من الغابون إلى الرياض يتحدث كابتن الطائرة محمد القرشي قائلاً: "كانت الرحلة ميسرة وقد أقلعت الطائرة من جدة يوم الأحد الساعة السادسة والربع وتوقفنا في السودان لمدة خمس وأربعين دقيقة للتزود بالوقود وواصلنا الرحلة إلى الغابون التي وصلناها الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء وفور وصولنا وجدنا الطائرة الفرنسية المقلة للبعثة قد وصلت إلى هناك قبل وصولنا وعدنا من برازفيل إلى الرياض مباشرة". وقال الأمير خالد بن سعود: اننا نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أعاد إلينا أبناء هذا الوطن كما انني اتوجه بخالص الشكر لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين على توجيهاتهم وعلى تسخيرهم لكافة امكانات هذه الدولة لخدمة ابنائها، كما أتوجه بالشكر الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي كان يتابع الحدث ساعة بساعة وما يدور أثناء حصار اخواننا في انجمامينا أثناء الحرب الأهلية. وقال سموه في تصريح صحافي ان الجهود ولله الحمد تكللت بالنجاح رغم الظروف الصعبة في انجامينا. حيث تم نقل أعضاء السفارة في تشاد ونقلهم إلى الغابون. ونسأل الله أن يتقبل الفقيدة الشهيدة بإذن الله هي وابنتها اللتين كانتا برفقة زوجها الذي كان يؤدي عمله. وقال سموه حيال خطط وزارة الخارجية الأمنية لمواجهة بعض الظروف التي تحدث في مناطق مضطربة ان هذه الحادثة لم تكن هي الأولى بل كان هناك عدة حوادث تم اخلاء أعضاء السفارة ورعايانا منها على سبيل المثال حوادث لبنان وهناك خطط وترتيبات دائماً موجودة لمواجهة أي ظرف طارئ وإجراءات محددة فالسفارة أخذت الإجراءات وفق الترتيب التسلسلي لها لكن المفاجأة كانت بوصول المتمردين بسرعة إلى داخل المدينة ولم يخل أي من رعايا أي دولة أو سفارة حتى اليوم الثاني من الحادث إلى ان وقعت الحادثة ولا توجد أي قوات تستطيع ان تخلي إلاّ القوات الفرنسية التي كانت لديها قاعدة في انجامينا وبالتالي كان من الصعب على أي دولة أخرى ان تقوم بعملية الإخلاء في ظل وجود حرب أهلية داخل شوارع انجامينا وبالتالي الوضع كان سيئاً ومفاجئاً للجميع. وقال سموه ان مبنى سكن السفير الذي تم اجتماع أعضاء السفارة بداخله كخطة أولية تمهيداً لاخلائهم لم تسقط عليه إلاّ هذه القذيفة ولم يصب بأي طلقة أخرى ولكن قضاء الله وقدره ونحن لا نعلم ان كانت هذه القذيفة مقصودة والعمل مقصود أو غير مقصود حتى الآن وستظهر نتائج التحقيقات في القريب العاجل. وقال سموه ان أهم نقطة لدينا الآن هي العلاج النفسي للاخوان العائدين وبالذات للطفلين أحمد واخته المصابين. وقال سموه إننا حزينون على خسارة مواطنة وابنتها لكننا فرحون بلحمة القيادة مع الشعب ولحمة أبناء الشعب مع بعضهم البعض.وقال أحمد الزهراني والد عبدالرحمن اننا تلقينا الخبر مفاجئ وكان صعبا علينا ونقدم شكرنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على ما بذلوه من جهود مكثفة ومتواصلة لاستعادة ابني وابناءه وقال انني فداء للوطن جميعا مشيرا الى أنه كان هناك اتصالات مستمرة قبل الحادث واثناء وقوعه حيث طمأننا ولم يخبرنا بوفاة زوجته وابنتها حتى سمعنا في الاعلام مشيرا الى ان الطفل احمد عمره سنتان والطفلة مزون اربع سنوات. وقال والد زوجة عبدالرحمن المتوفاة عبدالله يحيى أحمد الزهراني اننا نحمد الله على قضاء الله وقدره ونقدر لحكومتنا هذه الجهود التي قاموا بها حتى وصولهم الى أرض الوطن سواء المتوفين او الأطفال المصابين.