ابتكر الجيش الاسرائيلي سلاحا جديدا في مواجهته مع الفلسطينيين، عندما قام عدد منهم بخلع ملابسهم والكشف عن عوراتهم لاجبار رعاة الاغنام من ابناء قرى جنوب جبل الخليل على اخلاء حقولهم. فبعد ان فضح تقرير فينوغراد قدرة الجيش الذي طالما زعم انه "الجيش الذي لا يقهر"، جاءت هذه الفضيحة التي كشف النقاب عنها اليوم لتنزع "ورقة التوت" عن الجيش الاسرائيلي الذي ايضا طالما ادعى انه "الاكثر اخلاقا في العالم". الحادثة التي وثقها بهاتفه النقال ناشط سلام اجنبي في الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، فضحها الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت" الاسرائيلية، وفيها يظهر الجنود وهم يكشفون عن عوراتهم في مواجهة المزارعين ورعاة الاغنام الفلسطينيين ومعهم متضامنون اجانب.وقال "شين" ناشط السلام الاجنبي الذي وثق الفضيحة ان الوقت كان يقترب من المساء عندما وصل عدد من الجنود الاسرائيليين الى المكان، حيث يتواجد عدد من الرعاة الفلسطينيين من خربة "طوبا" ومعهم متضامنون ومتطوعون من منظمة "مسيحيون من اجل السلام"، والذين يرافقونهم لحمايتهم من اعتداءات المستوطنين. يشار الى ان مستعمري "معون" الذين يمارسون ابشع الاعتداءات بحق ابناء المنطقة والذين يطلق عليهم اسم " سكان الكهوف"، والذين يزيد عددهم عن خمسة الاف ويتركزون في منطقتي يطا والسموع في اقصى جنوب الضفة الغربية.واوضح الناشط ان مستعمري "معون" حاولوا اجبار الرعاة على ترك حقولهم، وعندما حضر الجنود نشب جدال معهم وبشكل مفاجئ ودون اية اسباب انزل الجنود سراويلهم وراحوا يعرضون مؤخراتهم للفلسطينيين المعروفين بانهم محافظون من اجل اجبارهم على ترك حقولهم. وقد قوبلت الفضيحة باستياء في الجيش الاسرائيلي حيث وصفها الناطق باسم الجيش بانها عمل خطير ولكنه نادر ولا يعكس اخلاقيات الجيش الاسرائيلي على حد زعمه. كما اكد فتح تحقيق في ملابسات الحادث. وبالمقابل فقد اعتبر عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة بان هذه الفضيحة لا تعكس فقط اخلاقيات الجيش الاسرائيلي وانما تظهر ان التعري هو السلاح الاخير الذي يملكه هذا الجيش بعد ما كشف عنه تقرير لجنة فينوغراد. واضاف بركة: الجيش الاسرائيلي يتعفن. الامر بدا في فينوغراد مرورا بقرار النائب العام ميني مزوز الذي اعفى قتلة ضحايا هبة اكتوبر 2000من اية مسؤولية بوقف ملاحقتهم واليوم تأتي حادثة جبل الخليل.اما عضو الكنيست احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير فقد اعتبر الحادث هو "ابو غريب جديد"، في اشارة لما فعله جنود الاحتلال الاميركي في سجن ابو غريب بالعراق.وقال: ليس مفاجئا ان تحدث هذه الفضيحة في الخليل. جنود أي احتلال هم دوما لا اخلاقيين بالتوصيف ولكن الجنود الاسرائيليين الذين تعروا نزعوا عن انفسهم كل القيم الاخلاقية من زمن بعيد. ورأى انه على المجتمع الاسرائيلي ان يخجل من هذه الحادثة لا سيما العائلات التي انجبت هؤلاء الوحوش، على حد قوله. اما عضو الكنيست عن حزب التجمع جمال زحالقة: فقد اعتبر ان مؤخرات الجنود تظهر الوجه الحقيقي للاحتلال. وقال عضو الكنيست التقدمي ران كوهين: ان جنود اسرائيل يحولون مؤخراتهم الى سلاح جديد .