كشف مدير معهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية السفير الدكتور سعد العمار عن عزم المعهد بدء برنامج جديد يتم تطبيقه العام المقبل. وقال في حديث ل "الرياض": "إن هذا البرنامج مدته ثمانية أشهر مخصص لمن يرغب في الالتحاق بوزارة الخارجية، هدفه تزويد المتدرب ببعض المهارات قبل الالتحاق بوزارة الخارجية والإشراف عليه قبل الالتحاق بالوزارة للتأكد من أنه الشخص المناسب. ويتم الالتحاق بهذا البرنامج بعد عمل المقابلات الشخصية واجتياز الامتحانات ليتم اختيار العدد المطلوب من المتقدمين". وأضاف أن "البرنامج معظمه (لغة انجليزية) وحاسب آلي ولابد أن يجتاز امتحان الرخصة الدولية للكمبيوتر ومستويات معينة في اللغة الإنجليزية، بعد ثمانية أشهر من يجتاز البرنامج يلتحق بوزارة الخارجية ومن لا يجتاز البرنامج يبحث عن عمل في مجال آخر مشيراً إلى أن هذا البرنامج سيكون إلزامياً للدبلوم، وقد انتهت الخارجية من أعمال وإجراءات التحاق الدبلوماسيين الجدد. وفيما يلي نص الحوار @ ما دور معهد الدراسات الدبلوماسية؟ - صقل موظفي وزارة الخارجية، والجهات الأخرى ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي، وإثراء معلوماتهم، وتنمية مهاراتهم، وقدراتهم مع العمل بشكل دائم على تطويرها في مجال العمل الدبلوماسي والدولي. وكذلك يعد المعهد مركزاً فكرياً من خلال تشجيع الدراسات والبحوث في مجال العمل الدبلوماسي والدولي، ونشرها، وتنظيم ورش العمل، وحلقات النقاش. @ ما المرتكزات الأساسية التي تنطلق منها؟ - يمكن تقسيم التدريب إلى قسمين هما: "تأهيل وتطوير". بالنسبة للتأهيل هي البرامج الطويلة التي تؤهل المتدرب للعمل، والآن لدينا برنامج الدبلوم للدبلوماسيين بعد الالتحاق بوزارة الخارجية مدته سنتان يدرس الدارس في خلال السنة الأولى اللغة الإنجليزية، ويدرس في خلال السنة الثانية مواد مختلفة، مثل العلاقات الدولية، والقانون، والإعلام، والاقتصاد. ولدينا أيضاً برنامج جديد سيتم تنفيذه السنة القادمة لمدة ثمانية أشهر. وهذا البرنامج مخصص لمن تم اختياره بشكل مبدئي للالتحاق بوزارة الخارجية ويهدف هذا البرنامج إلى تزويد المتدرب ببعض المهارات قبل الالتحاق بوزارة الخارجية، والإشراف عليه للتأكد من أنه الشخص المناسب. @ ماهي البرامج التطويرية؟ - هي البرامج الأقصر، وتتراوح مدتها بين أسبوع وشهرين، ويلتحق بها الموظفون في وزارة الخارجية، والجهات التي لها علاقة بالعمل الدولي، ولها مكاتب بالخارج، وهي وزارات كثيرة. وهناك برامج لممثلينا في الخارج يمكن أن يأتي الحديث عنها لاحقاً. @ كيف يتم تحديد البرامج؟ - ما يحدد البرامج بشكل أساسي هو حاجة وزارة الخارجية. فقد وضعت الوزارة خطة للموظفين تم ربطها بالترقية لكل مرتبة. فهناك شروط وبرامج مطلوبة لابد أن يتلقاها الموظف، وهذه الخطة التي تضعها وزارة الخارجية هي ما يرشدنا لوضع البرامج التي يستفيد منها الكثيرون. وهذه البرامج مفتوحة للإخوة الخليجيين، والعرب بشكل عام. إضافة إلى ذلك يقوم المعهد بتصميم برامج خاصة للجهات التي تحتاج إلى التدريب في مجال عمل المعهد، وتنفيذها. @ ما الخطط المستقبلية في مجال التدريب؟ - هناك توجه في المعهد للتوسع في البرامج القصيرة التي تسمى برامج المهارة الواحدة. فمن أهم التطورات الجديدة بالنسبة للمعهد هو صدور قرار وزارة الخدمة المدنية قبل أقل من عام باعتبار معهد الدراسات الدبلوماسية الجهة المركزية في المملكة للتدريب الدبلوماسي، والدولي في الداخل، والخارج. فكما أن معهد الإدارة العامة هو الجهة المركزية للتدريب الإداري، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني هي الجهة المركزية المعنية بالتدريب الفني في المملكة، فإن معهد الدراسات الدبلوماسية هو الجهة المركزية في المملكة للتدريب الدبلوماسي والدولي. وقد شجعنا هذا القرار كثيراً في التوسع في البرامج القصيرة التي لا تزيد عن أسبوع واحد، وتركز على مهارة واحدة. والآن لدينا حوالي (50) برنامجاً، تم تصميمها، وسوف يتم البدء خلال الأسبوع القادم بتنفيذ بعض منها. مثل (برنامج مهارات الإلقاء والتقديم، وبرنامج حقوق الإنسان، وبرنامج مهارات التعامل مع الدبلوماسيين والمعاهدين في المملكة. ولكننا لم ندخل في هذه البرامج بشكل كبير حتى الآن. إضافة إلى ذلك لدينا الآن برنامج مهم أيضاً هو الرخصة الدولية للحاسب الآلي (ICDL) لكل منسوبي وزارة الخارجية وهذا يتمشى مع سياسة وزارة الخارجية الهادفة إلى أن يكون كل موظفي الخارجية حاصلين على هذه الشهادات. وقد تم الانتهاء من تدريب (65) موظفاً في هذا المجال، وهناك (80) موظفاً آخر سوف يتم تدريبهم قبل انتهاء الفصل التدريبي القادم، إضافة إلى حوالي (20) موظفاً سوف يتم تدريبهم في فرع الوزارة بجدة، وعدد المستفيدين من خريجي الدبلوم حوالي (350) متخرجاً من المعهد منذ إنشائه. @ هل ترى أن هذا العدد قليل؟ - لا أعتقد ذلك. لأن هذا البرنامج يعتمد على حاجة الوزارة والموظفين أنفسهم، وهو اختياري من يرغب يلتحق بالتدريب، ومن لا يرغب لا يستفيد منه، ويلتحق به من أمضى سنة على الأقل من الدبلوماسيين في وزارة الخارجية؛ وهو ماجستير وظيفي يؤهل الحاصل عليه للمرتبة الثامنة؛ وبالنسبة لبرنامج الثمانية أشهر سيكون إلزامياً لكل من يتقدم بطلب للعمل في وزارة الخارجية بوظيفة ملحق. وهناك سببان أساسيان: الأول هو التأكد من أن من سوف ينتسب للخارجية لديه المهارات الأساسية في الحاسب الآلي، واللغة الإنجليزية بدرجة مقبولة، أما السبب الثاني فهو إعطاء مجال أكبر للوزارة من خلال المعهد وبالتنسيق معها، للتأكد من أن الأشخاص هؤلاء هم المناسبون فعلاً. فمن خلال الامتحان والمقابلة الشخصية قد يصعب الحكم على المتقدم، وتكون الصورة غير واضحة، ولكن إذا درس المتقدم للعمل ثمانية أشهر فإنه يمكن التأكد من جديته، وسلوكه، ومقدرته على التعلم، خاصة في اللغات، وأشياء أخرى كثيرة؛ إضافة إلى ضرورة حصوله على (ICDL). فلن يجتاز هذا البرنامج إلا من حصل على هذه الشهادة، ومستوى معين من اللغة الإنجليزية. @ بالنسبة لهيئة الأمر بالمعروف في حديثكم هل لها برامج معينة؟ - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مثلها مثل الجهات الأخرى التي يتم التنسيق معها في حال وجدت لديها الحاجة للتدريب في مجال عمل المعهد وقد سبق تنفيذ برنامجين لهيئة الاستثمار، وبرنامج آخر لهيئة حقوق الإنسان، ويجرى الآن التنسيق مع مجلس الشورى للتعاون في مجال التدريب، كما ذكرت. وأود التنويه هنا أن البرنامج الذي تم تصميمه مع هيئة الأمر بالمعروف هو متاح لجميع الراغبين فيه من الجهات ذات العلاقة، وذلك نظراً لأهميته لعدد من القطاعات التي أبدت رغبتها في إلحاق منتسبيها. وبالنسبة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد رأوا أن هناك حاجة لتزويد منسوبي الهيئة ببعض المعلومات عن كيفية التعامل من الناحية القانونية مع الآخرين، خاصة الأجانب؛ إضافة إلى الاطلاع على المعاهدات الدولية كمعاهدة فيينا، وهذا من حرص الهيئة، فقد جاؤونا ونحن رحبنا بذلك، وبالنسبة للدراسات البداية كانت من حوالي خمس سنوات، حينما أنشأ المعهد مركزاً للدراسات الاستراتيجية، وأنشئ مركز للدراسات الاستراتيجية للعمل على تحليل القضايا التي تهم السياسة الخارجية للمملكة، وتقديم الرؤى الموضوعية حولها بهدف دعم جهود المسؤولين في وزارة الخارجية، والجهات الأخرى ذات العلاقة 0ولتحقيق ذلك يقوم المركز بعقد العديد من ورش العمل، وحلقات النقاش، بالإضافة إلى إجراء البحوث، والدراسات. فبالنسبة لورش العمل فهي تناقش موضوعات داخلية ذات بعد دولي، ويشارك فيها متخصصون سعوديون من مختلف القطاعات، والجهات ذات العلاقة حسب موضوع الورشة، تطرق المركز إلى العديد من الموضوعات الهامة مثل الاتجار بالأشخاص، وحقوق الإنسان، والإرهاب، والمجتمع المدني، والمحاكمات، والوضع في العراق، والبترول، والإعلام الخارجي، إلى غير ذلك من الموضوعات، أما بالنسبة لحلقات النقاش فيتم عقدها بالمشاركة مع أطراف أخرى غير سعودية، كمراكز الأبحاث الإستراتيجية، مثل المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، ومؤسسة (راند)، ومؤسسة (ستانلي فاونديشن) من أمريكا، ومركز الخليج للأبحاث، وكذلك الجامعات، وبعض الأفراد. ويكون موضوع هذه الحلقات غالباً مما له علاقة بالوضع في المنطقة من خلال عدة محاور يتم تحديدها سلفاً. كما يهتم المعهد باستضافة الباحثين في شؤون المنطقة والمهتمين بالمملكة ممن يرغبون في القدوم إلى هنا، والتحدث مع نظرائهم من المختصين السعوديين. ولدى المركز أيضاً نشاط آخر يتمثل في نشر سلسلة دراسات استراتيجية، وهي دراسات محكمة؛ وقد نشر دراسة عن القدس، وأخرى عن الحرب في العراق. وفي العام الماضي أضفنا ثلاثة مراكز جديدة هي (مركز الدراسات الأمريكية، ومركز الدراسات الأوربية، ومركز الدراسات الآسيوية). وبدأت العمل بالفعل؛ ويتابع مركز الدراسات الأمريكية عملية الانتخابات الأمريكية، ويصدر عن كل مرحلة تقريراً دورياً. أيضاً هناك متابعة دورية شهرية للوضع العراقي والوجود الأمريكي هناك، ويصدر عنها تقارير دورية. كما يصدر المركز تقريراً دورياً شهرياً عن إيران، يستعرض في خلاله مختلف الشؤون الخاصة بالأوضاع في إيران، واستعراض توجهات الخارجية، والسياسة الأمريكية تجاه إيران، واستعراض الملفات الساخنة؛ خاصة الملف النووي الإيراني، والعلاقات الخليجية الإيرانية. والجانب المهم الآخر هو النشر، وفي هذا الصدد يقوم المعهد بإصدار أكثر من دورية. فهناك مجلة "الدبلوماسي" باللغة العربية ومجلة "الدبلوماسي" باللغة الإنجليزية، وتصدر كل شهرين، وهي المجلة الوحيدة التي تصدر باللغة الإنجليزية في المملكة، ويتاح للأجانب متابعة الأحداث، والتطورات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في المملكة من خلالها، ولها صدى كبير وتوزع على السفارات في الخارج والسفارات الأجنبية بالمملكة، والمراكز الدولية. أما بالنسبة لمجلة الدبلوماسي العربي، فتوجه للقارئ العربي. كما أصدر المعهد، عدداً من الكتيبات الترشيدية عن البروتوكول والأنظمة والقوانين والجانب الدبلوماسي، أيضاً قام المعهد بترجمة كتب ذات علاقة بالسياسة الخارجية السعودية، وهناك مجلة محكمة في الدراسات الدولية. @ ما هي طبيعة الدراسات الجاري العمل عليها الآن؟ - لو تحدثنا عن الدراسات التي هي في طور العمل الآن، فهناك الانتخابات الأمريكية يتم إعداد تقرير دوري عنها، وهناك دراسة عن تقييم مؤتمر "أنا بولس"، ودراسة حول العلاقات مع أوروبا، وحلقة نقاش مع متخصصين من الهند حول العلاقات التجارية، والسياسية، والأمنية بين البلدين، وهذه الدراسات توزع، ولا تنشر، وليست سرية، ولكنها متخصصة . ومع أن المعهد مرتبط بوزارة الخارجية، فله علاقة جيدة مع الجهات الأخرى التي تحتاجه، وله دور اجتماعي أيضاً في كل ما له علاقة بمجال تخصصه. @ بالنسبة للاتفاقيات، هل وقعت اتفاقيات لتطوير المعهد لتبادل الخبرات؟ - عقدنا عدداً من الاتفاقيات مع المعاهد الدبلوماسية الأخرى، سواء كانت عربية أو دولية، لا أعرف العدد ولكنها كثيرة، ولدينا اتفاقية مع اليونيتار(UNITER)، التابع للأمم المتحدة، وهو من المنظمات المهتمة بالتدريب، ومتخصص في المجال الدبلوماسي الدولي، وفي كل عام يتلقى طلبة الدبلوم التدريب على المفاوضات الدولية والمنظمات الدولية من قبل اليونيتار. فضلاً عن مركز الخليج للدراسات في دبي، وهو مركز نشيط في موضوع الدراسات، ولدينا معه اتفاقية. @ هل هناك إمكانية لتطوير مسمى المعهد إلى ما هو أوسع في ظل التوسع الذي نعيشه؟ - هناك ما هو أكبر من الاسم، فنحن بصدد دراسة كاملة للمعهد، بما في ذلك نظامه. فقد مضت على المعهد الآن له حوالي ثلاثين سنة، والأحداث - كما ذكرت - تتغير بشكل دائم ومتسارع، فمثلا مراكز الدراسات أنشئت حديثاً، وهذه قد تحتاج إلى أنظمة تتناسب مع طبيعة عملها. كما بدأ التركيز أيضاً على جانب التقنية والتعليم عن بعد، ولدى المعهد الآن النية لعقد ثلاثة برامج لأول مرة بهدف تجربتها. @ هل هناك نية لإنشاء فروع للمعهد؟ - ليست هناك نية حالياً؛ والتركيز الأساسي حالياً ينصب على دور المعهد الذي يكمن في خدمة وزارة الخارجية، والعمل الدبلوماسي بشكل عام. فوزارة الخارجية لديها فرع في الدماموجدة، والمعهد لديه الاستعداد لتقديم التدريب المطلوب في الفرع نفسه، وبدأنا مع فرع جدة، وأتمنى أن يتبع ذلك فرع الدمام. ولدينا التدريب النسائي، ويتم في المعهد الذي يهتم بعائلات الدبلوماسيين كزوجات الدبلوماسيين، ويتم التركيز فيه على تدريبهن على اللغات،والحاسب الآلي، وتدريس الحضارات، والثقافات المختلفة.