أصبح من الواضح الآن أن الحزب الديمقراطي سيدخل التاريخ الأمريكي على أساس أنه أول حزب يختار إما سيدة - هيلاري كلينتون - أو رجلا اسود - باراك أوباما - ليمثله في الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم وذلك بعد أن ترك جان إدواردز حلبة التنافس.وقد انعكس هذا الشعور أثناء المنظارة بين كلينتون وأوباما التي جرت مساء الخميس في هوليود حيث ركزا في الأساس على ضرورة وصول الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض بغض النظر عن الشخص الذي سيختاره أعضاء الحزب في الانتخابات الأولية. وقد انتشرت أخبار في العاصمة الأمريكية تقول أن هناك احتمالا قويا في أن يقوم كل من كلينتون واوباما بالسير معا للبيت الأبيض واحد للرئاسة وآخر نائبا للرئيس حيث يعتقد الاستراتيجيون للحزب أن مثل هذه الورقة ستكون ناجحة جدا وتضمن احتلال الحزب للبيت الأبيض. واظهر استطلاع للرأي نظم على الصعيد الوطني ان باراك اوباما (41%) قلص الفارق مع منافسته كلينتون (44%) في السباق للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي. وجاء في الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة غالوب قبل ايام من "الثلاثاء الكبير" الذي تجرى خلاله انتخابات تمهيدية في حوالى عشرين ولاية، ان اوباما حصل على ثلاث نقاط اضافية مقارنة بالاستطلاع السابق، مع 41% من الاصوات في مقابل 44% لكلينتون. ونظرا إلى هامش الخطأ الذي يمكن ان يكون ثلاث نقاط، هذا يعني على ما يبدو ان سناتور ايلينوي حصد عددا من الاصوات الجديدة يفوق عدد الاصوات التي جمعتها منافسته منذ انسحاب جون ادواردز من السباق الرئاسي الاربعاء. وقالت مؤسسة غالوب في بيان ان "تحليل هذا الاستطلاع اليومي يثبت ان هيلاري كلينتون وباراك اوباما قريبان من بعضهما البعض اكثر من اي وقت مضى منذ بدء هذه السلسلة من الاستطلاعات مطلع 2008". وفي الايام الثلاثة الاخيرة قبل انسحاب ادواردز، كانت كلينتون لا تزال في الطليعة مع 42% يليها اوباما (36%) وادواردز (12%). لكن كلينتون حصلت منذ ذلك الحين على نقطتين اضافيتين فقط، اما اوباما فحصل على خمس نقاط اضافية. وتجرى انتخابات في 22ولاية وهو رقم قياسي، الاسبوع المقبل خلال يوم "الثلاثاء الكبير" سيتم خلالها اختيار 1689مندوبا ديموقراطيا إلى المؤتمر العام للحزب. وللفوز بترشيح الحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر يجب ان يحصل المرشح على تأييد 2025من اصل 4049مندوبا خلال المؤتمر العام للحزب الديموقراطي الذي يعقد من 25إلى 28آب/اغسطس في دنفر (كولورادو غرب). وفي الجانب الجمهوري يتقدم المرشح الاوفر حظا جون ماكين منافسه الرئيسي حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني ب 15% وفق نتائج استطلاع الرأي ذاته. ويبدو ان ماكين وهو سناتور اريزونا حصل على غالبية اصوات الناخبين المؤيدين لرودولوف جولياني الذي انسحب من السباق الاربعاء. واعرب 39% من الناخبين الجمهوريين على الصعيد الوطني عن تأييدهم لماكين الذي يتقدم على ميت رومني (24%) ومايك هاكابي (17%). واجري استطلاع غالوب استنادا إلى اتصالات يومية مع الف شخص بالغ موزعين على كل الاراضي الاميركية منذ مطلع السنة الحالية. على صعيد آخر اعلنت صحيفة (لوس انجليس تايمز) الصادرة على ساحل الولاياتالمتحدة الغربي على موقعها الالكتروني انها تدعم باراك اوباما في المعسكر الديموقراطي وجون ماكين في المعسكر الجمهوري في سعيهما للفوز بترشيح حزبيهما إلى الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر. ووصفت صحيفة "لوس انجليس تايمز" اوباما بانه "قائد مثالي يتجنب الخلافات الداخلية التي تطغى عادة على الحملة الانتخابية ويجذب الاميركيين الذي ملوا منذ فترة طويلة من سياسة الفرقة والتدمير". لكن الصحيفة المعروفة بانها اقرب إلى الديموقراطيين، اقرت بان منافسة اوباما والمرشحة الاوفر حظا في استطلاعات الرأي للفوز في الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا (غرب) الثلاثاء، هيلاري كلينتون تتمتع ب "الخبرة". واضافت الصحيفة "لكنها فشلت في اختبار الحكم على الامور وقدرتها على القيادة عندما صوتت لصالح شن الحرب على العراق وعندما اتهمت لاحقا الرئيس بوش بانه اساء استخدام السلطة التي ساعدته على الحصول عليها". وفي المعسكر الجمهوري قالت الصحيفة انها تفضل جون ماكين على ميت رومني ومايك هاكابي أو رون بول رغم اختلافها معه على "مواضيع كثيرة مثل حقوق مثليي الجنس والاجهاض". وشددت الصحيفة على ان "الطابع المحافظ لسيناتور اريزونا حتى لو انه لا يروق لنا دائما، صادق. فهو يعكس تفرده عن الاخرين ورفضه لحكومة مهيمنة ودعمه لاصلاح قانون الهجرة وموقفه المؤيد لسياسة خارجية اميركية سليمة". واشارت الصحيفة كذلك إلى استقامته الاخلاقية "فهو الوحيد بين المرشحين الجمهوريين الذي قد يغلق معتقل غوانتانامو الذي اصبح رمزا دوليا للتعنت الاميركي".