هناك جدل قائم بين المستهلكين حول جدوى مقاطعة بعض المنتجات التي رفعت اسعارها وركبت موجة (انا اربح وغيري يخسر) بمبررات قد تكون واقعية في بعض الاحيان وغير ذلك احياناً كثيرة، ووجهة نظري انها مجدية جداً، وخصوصاً في ظل غياب جهات الاختصاص الرسمية وعدم قدرتها على ضبط الاسعار واقناع التجار بالرضى بهامش ربح اقل مما كانوا يجنونه في الاعوام السابقة. حتى ولو كان هذا التخفيض في الارباح من حساب المجاملات في ميزانيات الاعلان الباهضة والغير مجدية، والتي نراها في اعلان لشركة وطنية على احدى قنوات الدول العربية اثناء عرض مباراة لكرة القدم بين شوطي المباراة لدوري تلك الدولة والمنتج المعلن عنه محلي وجمهوره المستهدف ربة المنزل السعودية. وقيمة هذا الاعلان سيدفعها المستهلك النهائي للأسف..! اعتقد كثيراً من منتجاتنا الوطنية قد فقدت قيمتها الاجتماعية بسبب رفع الاسعار وستخسر كثيراً لتحسين الصورة الذهنية لمنتجاتها في المستقبل، ولعل مراعاة الظروف العامة للمواطنين من قبل الشركات الوطنية والقناعة بالأرباح المعقولة اكبر الداعمين لبرامج العلاقات العامة والإعلان لأي منتج خصوصاً وان المواطنين - ولله الحمد - اصبحوا على علم بتكاليف الانتاج لكثير من السلع وطرق التسويق والتخفيضات وتحطيم الاسعار.. واصبح لديهم دراية تامة بأن ذلك المنتج الغير مرغوب فيه وقليل الرواج يوقع عقدا مع منتج مقبول لدى المستهلكين ويستخدم علبته الخارجية وشعاره وذلك مقابل نسبة ربح معينة. وكأني.. بالمستهلك الواعي.. يقول: على مين تلعبها؟! اما ما يتردد على ألسنة بعض رجال الاعمال والتي يذكرون فيها انهم قاموا بتقليص الهامش الربحي، وان المقاطعة للمنتجات لن تخفض الاسعار دون سعر التكلفة (كما يزعمون) إلا اني على يقين تام بأن الشركات ستفكر كثيراً في خفض التكاليف من هنا وهناك لتبيع ولا تدخل في مواجهة المقاطعة التي كبدت كثيرا من المنتجات خسائر فادحة على مستوى التاريخ التجاري. وسيكون المستهلك الواعي هو المدافع الحقيقي عن نفسه، وكما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما غلا اللحم في القصة المشهورة ارخصوه انتم.. يعني: اتركوها تخيس..!