قبل شهر من الانتخابات الروسية والفوز المبرمج لمرشح الكرملين ديميتري مدفيديف، يبدو الروس اكثر حماسة للمعركة الانتخابية في الولاياتالمتحدة منهم للحملة التي تنطلق السبت في بلادهم.وستكون هذه الحملة مختصرة إلى حدها الأدنى اذ ان المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات المقررة في الثاني من آذار/مارس، نائب رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف الخليفة المفترض للرئيس فلاديمير بوتين، قرر مقاطعة المناظرات التلفزيونية.وقد تمت الموافقة على ثلاثة مرشحين اخرين غير مدفيديف للمشاركة في الانتخابات وهم القومي المتشدد المقرب من السلطة فلاديمير جيرينوفسكي والشيوعي غينادي زيوغانوف المعارض الوحيد للسلطة واندريه بوغدانوف غير المعروف كثيرا والموالي للكرملين على ما يبدو.وتبدو النتيجة محسومة في انتخابات تهيمن عليها السلطة. واشار استطلاع اخير لمركز الأبحاث المستقل "ليفادا" إلى حصول مدفيديف على 82% من نوايا التصويت يليه زيوغانوف (9%) وجيرينوفسكي (8%) وبوغدانوف (1%).ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، لم يتوقف التلفزيون عن اظهار مدفيديف تارة زائرا المناطق ومتحدثا امام عمال وربات منزل او طلاب، وطورا مشاركا في لقاءات مع رؤساء دول اجانب إلى جانب فلاديمير بوتين. ومستخدما لهجة قريبة من لهجة الرئيس المنتهية ولايته، بدأ الخليفة المحتمل لبوتين التعليق على كل المواضيع من حماية البيئة إلى تنمية المجتمع المدني.ويبدو ان الناخب الروسي استسلم لهذا الأمر بعدما ارهقته هيمنة حضور المرشح الموالي للكرملين.وقال يوري ماريخين العامل في قطاع المعلوماتية والبالغ من العمر 36عاما "لا ارى أي معنى حتى للمشاركة في التصويت. فالنتيجة معروفة سلفا: مدفيديف هو الذي سيفوز"، مقرا انه يولي اهتماما اكبر بالانتخابات الأمريكية "حيث هناك سعي حقيقي تجدر متابعته". فالترقب لمعرفة من من هيلاري كلينتون وباراك اوباما سيكون المرشح الديموقراطي المقبل في الولاياتالمتحدة، والذي يحتل بانتظام الصدارة في وسائل الإعلام الروسية، يختلف كل الاختلاف عن الخطابات الخالية من اي عنصر جذب التي يلقيها مدفيديف. واعتبرت ريتا وهي ربة منزل في الثلاثين من العمر والتي تتردد للمرة الأولى في حياتها في التوجه إلى صندوق الاقتراع "ان صوتي لن يغير شيئا. مدفيديف محسوب على بوتين، ومن الواضح جدا انه سيفوز في الانتخابات".وقالت متنهدة "لقد صوت على الدوام لليبراليين، لكن هذه المرة لا يوجد مرشح يمكن ان ادعمه". يذكر ان "المعركة" خالية من اي مرشح للمعارضة الليبرالية لأن اللجنة الانتخابية رفضت تسجيل ترشيح رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف.وقد رد هذا الأخير عبر الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التي وصفها بأنها "مهزلة"، وهو شعور يشاطره الرأي فيه عدد من المحللين. واعتبر استاذ علم السياسة فلاديمير بريبيلوفسكي من مركز بانوراما "انها محاكاة لحملة انتخابية موجهة فقط للأجانب، تعيين رئيس جديد تحت غطاء انتخابي". وقال بريبيلوفسكي "العالم باسره يعتبر ان عدم تنظيم حملة انتخابية أمر غير ممكن وأن غيابها سيكون غير لائق تماما كمن يحضر إلى مأدبة من دون سروال".واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يمكنه الترشح لولاية ثالثة، انه على استعداد ليصبح رئيسا للوزراء في حال فاز خليفته المحتمل في الانتخابات مبقيا بذلك على استمرارية السلطة.والحملة تستهدف مواضيع تهم الحياة اليومية للمواطن الروسي من السكن إلى التقاعد ومكافحة التضخم. وفي كل مرة، يعمد مدفيديف المكلف الاهتمام ب"المشاريع الوطنية" (من صحة وسكن وتربية وديموغرافيا) إلى قطع الوعود للناخبين بحياة افضل.واعتبر استاذ علم السياسة اندريه ريابوف من مؤسسة كارنيغي "انها حملة هادئة ملطفة لأن الناخبين يريدون شخصا يهتم اخيرا بمشاكلهم".