أوضحت ورقة عمل أن ارتفاع أسعار الحليب جاءت بسبب خسارة شركة نستلة أكبر منتج للحليب في العالم لما يقرب من الربع مليون طن في الأسواق العالمية، فيما كشفت عن أن زيادة أسعار الأرز جاءت بسبب زيادة الطلب على الأرز من الدول حديثة الاستهلاك مثل أوروبا وأمريكا ونقص العرض بسبب استخدام كميات كبيرة من الحبوب لإنتاج ما يسمى بالوقود البديل (بيوفيول) . وجاءت هذه الاستنتاجات ضمن ورقة عمل قدمها الدكتور فيصل العبد القادر مدير إدارة حماية المستهلك بغرفة جدة خلال حلقة نقاش حول التضخم وغلاء الأسعار نظمها منتدى الرياض الاقتصادي بغرفة الرياض يوم قبل أمس، تبين أهم الأسباب التي أدت لارتفاع بعض السلع الأساسية مثل الأرز والحليب ولحوم الدواجن واللحوم الحمراء والزيوت . وعن معلومات هذه الورقة قال العبد القادر أنه تم استقاؤها من خلال مقابلات ميدانية قامت بها إدارته مع بعض تجار المواد الغذائية وعلى رأسهم علي باسمح وعماد المهيدب، مشيراً إلى أن إعدادها جاء بهدف إيضاح الصورة بشكل أكبر أمام جهات الاختصاص للعمل على تلافيها وحلها، وجاء بحسب الورقة أن ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار أحد أهم الأسباب لارتفاع سعر السلع آنفة الذكر . وأوضحت الورقة أن ارتفاع أسعار الأرز جاءت بسبب زيادة الطلب على الأرز من الدول حديثة الاستهلاك مثل أوروبا وأمريكا ونقص العرض بسبب استخدام كميات كبيرة من الحبوب لإنتاج ما يسمى بالوقود البديل (بيوفيول)، واستخدام الأراضي الزراعية في الدول المصدرة للأرز لمنتجات أخرى ذات قيمة أعلى، وكذلك استخدامها في الدول المصدرة لأغراض غير زراعية كإنتاج الطاقة مثلاً . وجاء من أسباب ارتفاع الأرز بحسب الورقة، تحور الأنماط الاستهلاكية والعادات الغذائية للدول المنتجة للأرز (إيران والهند)، حيث أوضحت الورقة أن المواطن المحلي لهذه الدول مستهلك رئيسي لأجود أنواع الأرز، وارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية في دول العالم (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، البرازيل الصين) . وزادت الورقة أن من أسباب ارتفاع أسعار الأرز تحسن مستوى دخل الفرد في الهند نتيجة لقوة الاقتصاد الهندي، وصرف العملة الهندية (الروبية) مقابل الريال السعودي، والأحوال الزراعية الجوية الغير مواتية والتي أدت لارتفاع كلفة المدخلات الزراعية، وارتفاع سعر المشتقات النفطية في الدول المصدرة للأرز . وجاءت أول أسباب ارتفاع أسعار الحليب بحسب الورقة هي الخسارة المالية التي منيت بها شركة نستلة في عام 2007والتي أفقدتها إنتاج ما يقرب من 220ألف طن من الحليب البودرة في جميع أسواقها العالمية، وتقلص الإعانات العالمية كجزء من سياسة الأسواق الأوروبية بسبب ارتفاع الأسعار، وارتفاع أسعار مشتقات الحليب في دول الاتحاد الأوروبي . وجاء من أسباب ارتفاع أسعار الحليب بحسب الورقة، إلغاء الحماية والدعم الذي يحظى به الحليب المجفف من قبل منظمة التجارة العالمية، والاستهلاك المتنامي بين الدول الخارجية وخاصة الصين والهند، وأخيراً اتجاه الشركات الأوروبية المصنعة للحليب المجفف إلى تصنيع سلع أخرى تحقق أرباحاً أعلى . وعزت الورقة ارتفاع سعر الدواجن إلى أسباب عدة جاء منها ارتفاع تكلفة استيراد لحوم الدواجن من فرنسا نتيجة لتخفيض إعانة التصدير وانخفاض الإنتاج مما قلل من الكميات المصدرة بالإضافة إلى زيادة الطلب على الدجاج الفرنسي من قبل روسيا والعراق وإيران وكوريا الجنوبية واليابان، بعد أن كانت هذه الدول تعتمد على الدجاج الصيني الذي أوقف تصديره بسبب انفلونزا الطيور . وجاء من الأسباب ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن عالمياً والمتمثلة في الذرة وفول الصويا، وظهور مرض أصاب أمهات الدواجن في البرازيل مما قلل من الصادرات للسوق العالمي مع ارتفاع سعر صرف العملة البرازيلية مقابل الدولار بحوالي 20%، وارتفاع أسعار البترول والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والشحن وغيرها . فيما جاء ارتفاع سعر اللحوم الحمراء بسبب استبعاد عدد كبير من السفن الناقلة نظير ضوابط واشتراطات السفن وأدائها وقدرتها والذي تم تطبيقه مؤخراً، وارتفاع سعر الأعلاف في البلدان التي يستورد منها وارتفاع المعيشة وتدني دخل الأفراد العاملين في الزراعة ارتفاع سعر الشحن البحري بسبب التأمين على المواشي أثناء القيام بنقلها، والاستهلاك الكبير على اللحوم من حيث المواسم يتخللها كثافة شديدة على طلب اللحوم خلال فترات الحج والعمرة . وبررت الورقة الصادرة عن غرفة جدة ارتفاع سعر زيوت الطعام بسبب زيادة الطلب على الزيت المكرر من قبل الصين والهند بالرغم من نقص المحصول في الدول المصدرة وهو ما أدى لارتفاع تكلفة استيراد الزيوت المكررة بنسبة 18%، وكذلك انخفاض محصول الذرة، حيث يتم استيراد زيت الذرة المكرر ويتم تصفيته داخل المملكة