في قناتنا الرياضية السعودية.. وفي برنامج (سيرة) المعاد يوم الأربعاء 7الجاري من اعداد وتقديم الأخ.. الحصان" وكان ضيف هذه الحلقة... اللاعب في نادي النصر سابقاً "سعود العفتان" الملقب "بأبو حيدر".. قادتني الصدفة لمشاهدة وسماع الحلقة.. واكثر ما شدني اليه انه كان يدور حول تاريخ تأسيس اندية الرياض.. والتنافس الذي كان بينهما خاصة في فترة نهاية السبعينيا ومستهل الثمانينات الهجرية. ولأن التاريخ أمانة عظيمة.. ومسؤولية كبيرة لا يجوز الخوض والتخرص في كل احداثه او طمسها.. لغير المعاصرين الموثقين المحايدين او اللاحقين ممن يملكون الرؤية التاريخية الموثقة.. بعيداً عن العواطف والميول المتعصبة.. من أجل هذا وأكثر من هذا رأيت أن واجبي الوطني والأدبي ان اسجل هذه الملاحظات على هذا البرنامج وما قاله الضيف وما فات عليه أو خفي من معلومات تاريخية.. أحسب انها بحسن نية؟ يقول ان التنافس في المنطقة الوسطى.. كان بين النصر والهلال.. من بداية الثمانينيات الهجرية؟! وهذه مغالطة صريحة لا يسندها تاريخ ولا دليل واقعي.. ثم استدرك وذكر نادي الرياض من ضمن المنافسين؟ "أما نادي شباب الرياض" أو شيخ الأندية كما يسمى فلم يأت على ذكره.. ولم يتطرق له وشاركه هذا الرأي مقدم ومعد البرنامج؟! بل إنه اهمل ذكر واسم النادي نهائياً.. وربما أجد عذراً لمقدم البرنامج بسبب ضعف ثقافته الرياضية ولكني لا اعذر لاعباً عاصر كل الاندية على مختلف درجاتها.. وبطولاتها؟! وللأمانة والتاريخ أؤكد ان التنافس كان في تلك الفترة بين "شباب الرياض" فريق الشباب اليوم.. و"بين الأولمبي" فريق الهلال اليوم ايضاً.. واستمر هذا التنافس بينهما صعوداً وهبوطاً عدة سنوات ولهذا التنافس وشدته اسباب مهمة.. ذلك ان الاولمبي والشباب كان يجمعهما ناد واحد وكان يرأسه عبدالرحمن ابن سعيد ونائبه عبدالله ابن أحمد "رحمه الله" وكان "مقره بحي الظهره".. وبعد سنوات حدث خلاف بين الرئيس ونائبه.. وامتدت هذه الخلافات الى لاعبي الفريق.. ثلة مع الرئيس ومثلها مع النائب.. وانتهى الى انقسامهم وتكوين فريقين مستقلين عن بعضهما في كل شيء "الشباب".. وشعاره الأخضر والأبيض وتاريخ تأسيسه القديم "ولهذا سمي شيخ الاندية" والفريق الثاني اختار اسم الاولمبي وشعاره الازرق والابيض.. ومن ثم تبدل لون شعار الشباب الى البرتقالي والأزرق.. بعد ان ضم إليه فريق النجمة واتحاد الرياض ثم بدل اللون مرة ثانية الى اللون الحالي الابيض والاسود ليبقى شعاره القديم الاخضر والابيض "لأهلي جدة" حتى اليوم بعد قصة دراماتيكية معروفة؟! يطول شرحها لكي نعود الى صلب موضوعنا. قلنا سلفاً انقسم الفريق الواحد الى فريقين ابن سعيد وفريقه واذكر منهم مبارك عبدالكريم.. وصالح امان.. والكوش. وابن مناحي.. "الأولمبي" والشباب ورئيسه فريقه "صالح عدني رحمه الله" "وعزيز مفتي" و"فهد الدهمش" والصديق "جمعة الحربي" وكذلك انقسم الاداريون واعتقد ان غالبيتهم كانوا معنا نحن الشبابيين.. وابتدأ بينهم تنافس قوي وتحديات شريفة.. ونتائجها المتذبذبة صعوداً مرة وهبوطاً أخرى.. وقودها التنافس الأخلاقي ويطرزها الفن الجميل ويعطرها عبير المحبة والإخاء والود. على النقيض مما نقرأه ونسمعه ونشاهده اليوم من البعض من غمز ولمز.. وتصريح وتلويح.. "شوه الوجه الحقيقي للرياضة" مع الأسف الشديد وكان الله في عون العاملين المخلصين في مجالها.. وبقي هذا التنافس بين الشباب والاولمبي سنوات عديدة.. وكان فريق النصر آنذاك في الدرجة الثانية بعيداً عن هذا التنافس.. وفي عام 1380ه اقيمت اقوى واهم مباراة على بطولة المنطقة الوسطى بين الشباب والهلال احتضنها ملعب الصائغ بالرياض. ورعاها الملك سعود (رحمه الله) فاز فيها الشباب بنتيجة ( 3- صفر) كما اكد لي ذلك عضو ادارة نادي النصر الصديق "محمد السليمان اليحيى" وتسليم الكأس الشباب والميداليات للهلال. اما ونعود الى النصر الذي صعد الى الدرجة الاولى نهاية عام 1382ه وبداية عام 1383ه.. عقب مباراته الشهيرة مع اتحاد الرياض الذي فاز فيها الاتحاد.. وقادها الحكم محمد الجمل.. ثم صدر امر بإعادة المباراة بدون جمهور وانسحب منها الاتحاد وتم صعود النصر.. بعد تلك الاحداث والملابسات المعروفة. كنا نتوقع من المحايدين ذكر كل تلك الاحداث والتواريخ.. باعتبارها جزءاً مهماً جداً من تاريخ رياضتنا يحرم اسقاطه؟! رغم انه معروف لدى كثيرين انما لتعريف الاجيال الحديثة على كامل مجريات تاريخ الرياضة لدينا.. دون القفز على محطاتها. وبعد صعود النصر للدرجة الأولى لسنوات واستلام قيادته من رمزه. وبانيه المرحوم عبدالرحمن بن سعود الذي دعمه مادياً ومعنوياً وجلب له مجموعة من اللاعبين من المنطقة الشرقية وغيرها قوي النصر.. وزامن تلك الفترة بداية تضعضع الشباب.. وحل النصر مكانه منافساً للهلال.. في منتصف الثمانينات الأخيرة.. وانسحب الآلاف من جمهور الشباب وتفرقوا بين الاندية.. ولم يبق من جمهوره ومحبيه سوى اصحاب المبادئ الراسخة والوعي الرياضي.. واحسبهم باقون حتى اليوم الا من رحم الله منهم. ثم جاء الأمير الصديق "خالد بن سعد" وانتشل الشباب بمساعدة المخلصين من رجاله.. وعاد شباب البطولات وزاد على انتصاراته الكروية.. بالمشاريع التنموية المتميزة وبناء وتحديث مقره بدعم لا محدود وجبار من رئيسه الفخري الأمير الشهم "خالد بن سلطان" ونائبه خالد البلطان ونائبه واعضاء مجلس ادارته.. وعادت بعض الطيور المهاجرة من محبيه واجيال جديدة تعشق الفن الراقي.. والاخلاقي والتميز.. واخيراً تلك حقيقة التنافس التي اهملها المحاور والضيف. وهي احداث من الظلم ان تهمل.. رأيت وجوب ذكرها وعدم السكوت عنها.. وعتبي على مقدم البرنامج.. في تجاهله لنادي الشباب ونسفه وعدم ذكره في حديثه كله.. مما يوحي بتدني مستوى قدرته المهنية الاعلامية وضعف ثقافته التاريخية.. والله من وراء كل قصد حسن. @ عضو مجلس ادارة نادي الشباب عام (1388ه) وعضو شرف سابقاً