كتبت بأن لبنان بلد غير قابل للاستقرار. وسميته دولة الأراجيل. وقلت بأن التحالفات الطائفية ولّدت لبنانيين مستعدين لحرق لبنان من أجل مصلحة الطائفة والحزب. واستغربت أن يحصل ذلك في بلد السبق البرلماني والثقافي. حزب الله كان كبيراً في مقاومته وفي طرد المحتل وكان كبيراً عندما كان بعيداً عن السياسة الداخلية. تجولت في الجنوب ورأيت ماكان يفعله عندما كان كبيرا. ولكن الحزب سقط سقوطا ذريعاً في سياسته الداخلية وتحالفاته الخارجية. الاعتصام الذي يقوده حزب الله عطل الاقتصاد وهيأ الشباب - بعد أن فقدوا فرص العمل وملأ اليأس قلوبهم - للانخراط في الميليشيات التي ستتكفل بمعيشتهم وتقدمهم قرابين في مذابح الوطن. حزب الله من حيث يعلم أو من حيث لايعلم يهيء لبنان لحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس. حزب الله خرب لبنان في حرب غير متكافئة وقد تفاجأ رئيسه بالخراب وقال: لو كنت أعلم بأنه سيصل إلى هذا الحد لما أسرت الجنديين. مايجب أن يدركه السيد حسن نصر الله هو أن الخراب الذي يمارسه الآن أكبر من خراب حرب صيف 2006.ولئن كان الولاء للطائفة يفرض على حزب الله أن تكون مصلحة إيران أو سوريا أكبر من مصلحة لبنان فهذا شأن الحزب الذي يرى في لبنان إسرائيل أخرى ويرى اللبنانيين خارج معسكره خونة. ما أجد صعوبة في تقبله أن ينبري الرئيس نبيه بري السياسي الكبير والعلماني المثقف خلف أجندة غير وطنية. أما موقف العماد عون فسأتركه للتاريخ يحكم عليه، إلا إذا كانا يخشيان التصفية الجسدية. الأكثرية لها نصيب في كل ما يحصل وهي غير قادرة على أن تسير أمور البلد. حيث أصبح وسط بيروت مدينة أشباح. وتأجل اجتماع البرلمان لاختيار رئيس عدة مرات. هل من مخرج؟ مالم تتنازل الكتل السياسية اللبنانية - وهذا ما أراه صعبا - فسوف تحل بلنان حربا ضروسا المستفيد منها أعداء لبنان الخارجيين المحيطين به والخاسر فيها هو لبنان واللبنانيين. هناك سيناريو آخر وهو أن يقوم الجيش بانقلاب أبيض يحيد الأكثرية والمعارضة ويعيد كتابة الدستور لبنانيا لا طائفيا وتلغى الأحزاب الدينية. وهذا مستبعد لضعف الجيش. أما المجتمع الدولي والعربي فهو غير قادر لأنه يرى لبنان من خلال منظار الأغلبية ومن هنا فلن تقبل المعارضة بالحلول. أما التلويح بالحل العربي فلا يتعدى أن يكون تلويحا.