احتفل الشعر الشعبي والأدب بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي مؤخراً بصدور ديوان (نحمد الله) للشيخ الشاعر عبدالرحمن بن سعد الصفيان - رحمه الله، والذي يضم بين دفتيه (56) قصيدة اشتملت على إبداعه في كل مجالات الشعر وتجربته الشعرية النادرة التي لم يتطرق لها إلا قليل من شعراء جيله، وشاعرنا لازال حاضراً متواصلاً كالغيث الذي لا ينقطع رغم وفاته - رحمه الله، إلا أنه لا يكاد يمر حدث أو احتفال إلا ونجده موجوداً بقصائده مشاركاً مبدعاً في وصفه، فكلنا يعرف ويردد ذلك البيت من الشعر المرتبط بكل مناسبة غالية على الوطن وعلى كل إنسان وليس في وطننا فحسب بل على مستوى الخليج والوطن العربي: نحمد الله جت على ما تمنا من ولي العرش جزال الوهايب كما يشتمل هذا الديوان على قصائد تصور لنا ملحمة البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله، وكيف استطاع بشجاعة لا مثيل لها أن يوجد هذا الكيان الشامخ، وكان الشاعر رحمه الله من أوائل الشعراء الذين كتبوا عن هذه البطولة وصور لنا ذلك في قصيدة لازالت تهز ميادين البطولة وساحات العرضة النجدية حيث يقول في مطلعها: سلام يا حر على العالم ظهر لي طار تاقع له جميع أحرارها من ماكره حر تنهض واشتهر ثم اصطفق في نجد وأمن دارها كما كتب الشاعر عن ملوك هذا الوطن الغالي، الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله - وكثير من أصحاب السمو الملكي الأمراء حفظهم الله، والأحداث المرتبطة بعهدهم، وبتاريخ هذا الوطن الغالي، كما ربطنا بأحداث فلسطين، ومذبحة دير ياسين، والعدوان الثلاثي على جمهورية مصر العربية عام 1956م، وحرب الوديعة عام 1389ه وقضية الحدودية المسماه (البريمي)، إضافة إلى قصائد الحربيات، والوطنيات، والمدح، والحكمة، والكرم، والنصح، والغزل، والرثاء، كل ذلك نجده في هذا الديوان الرائع الذي يستحق أن نقول عنه إن صدور مثل هذا الديوان يعد احتفالاً للشعر والأدب.