أحياناً تكون بصمات الطبيعة الفنية أجمل من أعمال الفنانين من البشر، فتأتي ابداعات الطبيعة لوحات سيريالية تلقائية تبعث البهجة في نفس من ينظر اليها، وتجعله يتأمل في ابداع الخالق العظيم، فهذه المناظر والزخارف الجميلة التي نراها أمامنا لا علاقة لها بعالم النبات بالرغم من أنها تبدو شبيهة بأوراق النباتات. فهي في الواقع بلورات ماء متجمدة تشكلت على سطح سيارة الانجليزي ستيوارت دينت خلال ليلتين باردتين في وقت مبكر من الشهر الحالي أثناء توقفهما امام منزله في مدينة أوكسفورد شليز. وتعكس هذه اللوحات الجميلة التي تحمل اسم "السرخس المتجمد" الآلاف من جزيئات الماء المتجمدة في أشكال سداسية، في تماثل رائع محكوم بهندسة الجزيئات نفسها، لكنها تبدو في عين الناظر أجمة من السرخس، أو عش أفعى أو جلد سمكة انكليس، كونتها خيوط لا متناهية من شعيرات الجليد الدقيقة. ويقول دينت: "في ساعة متأخرة من الليل شاهدت شيئاً على سطح سيارتي، وعندما ذهبت لمعرفة ذلك الشيء وجدت تلك الأشكال الساحرة. لم يكن هنالك جليد على العشب أو على حجارة الرصيف. ولم يكن الجو شديد البرودة. ثم تكررت تلك اللوحات في عطلة نهاية الأسبوع". وللأسف بالرغم من جمال هذه الأشكال الزاهية إلا انها سرعان ما تختفي، مثلما يحدث لكثير من ابداعات الطبيعة الجميلة قصيرة، عندما ترسل الشمس أشعتها الاولى.