كتبتُ قبل عدة سنوات حول فكرة دمج بعض القطاعات الصحية، بالمنطقة الواحدة لتكوين مؤسسات صحية، وبحسه الصحفي الاقتصادي حاورني زميلنا بالملحق الاقتصادي الأستاذ عبداللطيف العتيبي، حول نفس الفكرة، مركزاً على منطقة الرياض، وكررت رؤيتي باهمية دراسة دمج إدارات مستشفيات الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية والملك خالد للعيون والأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي، حيث أرى أن مدينة الملك فهد الطبية تأخذ منحى تكرار كثير ممايقدمه التخصصي من خدمات وبالتالي فجدوى الدمج هنا واضحة لتوجد لدينا مراكز قوية كبيرة متميزة مستفيدة من الدمج، كما أرى أن مستشفيي العيون والطب الرياضي لهما طبيعتهما التخصصية التي ستكمل التخصصات المتقدمة في التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية. سعادة الدكتور عبدالله العمرو، المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية واستشاري الأورام بالتخصصي، ابدى تأييده للفكره وأضاف في الإيجابيات التي أشرت إليها، وأهمها تقليص الكلفة وزيادة الاستيعاب والاستفادة من تبادل وتكامل القوى العاملة والنظم الإدارية بمختلف المؤسسات الصحية.. وزارة الصحة لديها توجه، حسب ما كرر مسؤولوها، بإنشاء مؤسسة صحية تتولى الإشراف على المستشفيات التخصصية بالمملكة، وفكرتي تختلف عن ذلك في كونها تركز على إنشاء مؤسسات صحية بكل منطقة، لأن إنشاء مؤسسة صحية واحدة على مستوى الوطن سيعني وزارة صحة بمسمى مؤسسة مرادفة لوزارة الصحة تدار مركزياً كما تدار وزارة الصحة الحالية.. لقد طرحت الموضوع أول مرة قبل أكثر من ست سنوات، وحين كرر الطرح تكرر الترحيب بالفكرة من لدن المهتمين، فهل ستبادر وزارة الصحة وهي ترأس مجالس إدارات فيصل التخصصي ومدينة فهد الطبية والملك خالد للعيون بدراسة الفكرة، أم ننتظر سنوات أخرى لنعيد طرحها؟! اختلفنا في التحقيق المشار إليه حول مستشفى الطب الرياضي وهل هو تخصصي أم عام، وهذه قضية تعريفية لمفهوم "التخصصي"، هل هو فقط من يقدم خدمة من الدرجة الثالثة أم أنه المتخصص في مجال محدد بغض النظر عن كونه يقدم خدمة من الدرجة الثانية أو الثالثة؟ بمعنى آخر هل نعتبر مستشفيات الاطفال والنساء والولادة ومراكز السكر تخصصية أم أنها عامة تقبل المرضى مباشرة أو عن طريق تحويل من مركز أولي؟ أرى بأن التخصصي هو المتخصص في مجال محدد من الخدمة الصحية، وفي حالات كثيرة هناك تداخل بين الخدمات الصحية في مستوياتها الثانية والثالثة، بالذات. وكون مستشفى الطب الرياضي تواضع بشكل لم يعد يقدم فيه اكثر من مجرد العلاج الأولي بالعيادات الخارجية، فذلك يزيدنا حماساً لطلب دمجه مع المستشفيات الكبيرة، لعل حاله تصلح للأفضل..