لا شك بأن مستشفى الملك فيصل التخصصي كان له دور ريادي في تقديم الخدمة الصحية خلال الثلاثين سنة الماضية وكان المستشفى المرجعي الأول على مستوى المملكة لكن في السنوات العشر الماضية برزت مستشفيات تقدم خدمات تخصصية مرجعية عديدة كمدينة الملك فهد الطبية كما أن خطة وزارة الصحة تتمحور حول تقديم خدمات تخصصية مرجعية على مستوى المملكة بحيث يكون في كل مدينة مستشفى تخصصي مرجعي، فما كان بالأمس غائبا اصبح اليوم موجوداً، فمدينة الملك فهد الطبية مدينة مرجعية على مستوى المملكة ورئيس مجلس إدارتها هو وزير الصحة كما أن رئيس مجلس مستشفى الملك فيصل التخصصي هو وزير الصحة فلماذا لا توحد الجهود بين المدينة ومستشفى الملك فيصل التخصصي خصوصا وكلاهما يخدم شريحة واحدة من المرضى كما أن توحيد الجهود يساعد على الاستثمار الأمثل للموارد البشرية خصوصا ومستشفى الملك فيصل التخصصي خصص له ميزانية ضخمة تقدر بمليارين ونصف المليار هذه الميزانية ستساعد المدينة من النهوض سريعاً كما ان مدينة الملك فهد الطبية لديها مساحات ضخمة تساعد في التوسع في تقديم الخدمات بشكل انسيابي. فالذي نرجو من وزير الصحة توحيد الجهود بدلا من تشتيتها خصوصا وهدف المدينة ومستشفى الملك فيصل التخصصي واحد. كما ان ضم مستشفى الملك فيصل التخصصي للمدينة سيوجد الاختلاف الكبير بين رواتب المدينة والمستشفى خصوصا ومتطلبات العاملين في المدينة كمهارات وخبرات وشهادات واحد لأن كلا المستشفيين يقدم خدمات تخصصية، لكن يوجد تباين شديد في الرواتب حيث إن بعض الاداريين ممن لا تتعدى مؤهلاتهم الثانوية ويعملون في مستشفى الملك فيصل التخصصي يتسلمون رواتب تفوق الاستشاريين العاملين في المدينة. كما أن ضم المستشفى للمدينة سيفيد مستشفى الملك فيصل التخصصي خصوصا ولدى مدينة الملك فهد الطبية كلية طب ستسهم في تكامل الخدمة بين المستشفيين. فيامعالي الوزير كما استطعت من افتتاح مدينة الملك فهد الطبية التي ظلت فترة زمنية خاوية على عروشها لعل ان يكون لك دور ريادي من توحيد الخدمات الطبية واستثمارها بشكل أمثل خصوصا ان المدينة والمستشفى تستهدف شريحة طبية واحدة. يامعالي الوزير وكما عرف عنك بحسن استثمارك للخدمات الطبية فهل الوضع القائم يخدم مرضى المملكة خصوصا مع الزيادة السكانية الهائلة مع محدودية الميزانية الصحية رغم ضخامتها؟ فهل ندعم توحيد الخدمات الطبية أم ندعم تشتت الموارد المالية والبشرية خصوصا وأنت رئيس مجلس الادارة لكل القطاعين؟ *مركز الأوائل الدولي للاستشارات الإدارية