هواتف الكهربائيين والسباكين والسائقين في السعودية مليئة بالأرقام النسائية، جاء هذا على لسان عدد من العاملين في هذا المجال، وقد أثنوا على - شطارة - المرأة السعودية في إدارة العاملين داخل منزلها وأنها قفزت بجدارة على تجاوز الخداع والغش من قبل العمالة فيما يخص أسعار قطع الغيار وأسعار اليد العاملة، كما أنه لا ينطلي عليها مراوغة العمالة عندما يزعمون عطل عدة قطع في سبيل الحصول على زيادة مالية، وقد رأى العمالة كيف تمكنت المرأة من السيطرة على منزلها عندما تخلى عنها الرجل. يقول أحد العمال - سباك - :معظم عملائي من النساء فهن يعرفن في أمور المنزل أكثر من الرجل فضلاً عن أن المرأة هي من تتابع شؤون المنزل وليس الرجل. وأضاف عامل آخر - كهربائي -:أنا أخرج من منزل لأدخل منزلاً اخر بناء على اتصالات من نساء، فنادراً ما أجد رجلاً يستقبلني ويشير لي عن العطل الموجود، حتى أنوار المنزل للباب الخارجي سيدة المنزل أو الخادمة هي من ترافقني وتريني العطل وقد تساعدني في التصليح!! وأشار عامل آخر الى ان النساء اصبحن على معرفة جيدة في بعض امور السباكة والكهرباء وذلك من كثرة التعامل مع هذه الآلات، حتى أننا أحياناً نخطئ في تشخيص المشكلة وتدلنا سيدة المنزل او الخادمة وفي الغالب تكون توجيهاتهن صائبة. فيما اشتكى عامل آخر من شدة محاسبة المرأة عند دفع المبلغ ولم يستثن الرجل من هذا الوضع، وقال (أنا أضع سعراً مرتفعاً لمعرفتي أن عميلي سيكسر المبلغ سواء أكان رجلاً أو امرأة، وبعض النساء عندما تتصل بي تخبرني بالتفصيل ماذا تريد وأي قطعة احضر معي، وعندما احضر تدلني ماذا أفعل بالضبط وأي تجاوز تقف عنده وتتابع العملية بتفاصيلها وقد تساعد العامل في حالة حيرته، وتعرف انواع القطع وأجودها، فبعض النساء يصعب خداعهن لخبرتها في الأمور المنزلية وأدواتها بينما الرجل يسهل خداعه في هذا الأمر ويأخذ قطعة تقليد على أنها قطعة اصلية). وبهذا الخصوص تتحدث بعض النساء بتلقائية ممزوجة بحسرة، حيث يقع على كاهلها اعمال خارج المنزل وداخله، في البداية تقول أم سامر معلمة للمرحلة الثانوية - احياء - مغسلة ا لضيوف تسرب ماء وبقيت على هذا الوضع اسبوعين وأنا في كل مرة أذكر زوجي ليحضر سباكاً لتصليحها وفي كل مرة يهز رأسه بأنه سمع ما قلت وسيحضره، تسرب المياه وضعنا في حرج بالغ عند حضور الضيوف فما كان مني إلا أن احضرت السباك وأصلحها ولم يستغرق إصلاحها سوى ربع ساعة حيث كانت تحتاج لربط. وتقول أم فايز المطيري (أنا متزوجة منذ تسعة عشر عاماً أحضر زوجي سباكاً لمرة واحدة ووقف معه أما بقية العمل حتى من يدهنون المنزل انا من اقف معهم واتابع عملهم، منذ ما يقارب عامين اصبحت خبيرة في تصليح بعض الأجهزة والقطع في المنزل، واضطررت لهذا الوضع بعد ان تخلي زوجي عن مهمة احضار العمال لتصليح ما عطل في المنزل فالجهاز العاطل قد يبقى شهراً واثنين دون اصلاح بسبب انشغال زوجي علماً انه بعد صلاة العشاء يذهب للاستراحة التي يلتقي فيها بأصدقائه حتى منتصف الليل). وبآهة حارة تؤكد ام مشاري الذيب ان المرأة تكون في غاية التعاسة عندما تتولى شؤون الرجل سواء داخل المنزل او خارجه. وقالت (بعض العمال يعرفون المنزل وتفاصيله اكثر من صاحب المنزل نفسه، فكثير من الازواج يرون ان متابعة العمال داخل المنزل من مهام المرأة، ولا أعرف اين ذهبت غيرة الرجال؟! هم أنفسهم الذين يطالبون المرأة بالمكوث في المنزل وان لا تخالط الرجال وان لا تذهب وتأتي لوحدها، ومع هذا يتركها مع العامل تتحدث معه في بعض الأحيان اكثر من ساعة!! أليس هذا ازدواجية في رجالنا؟!). وتذكر ايمان بازيد انها في إحدى المرات احضرت الكهربائي لتصليح بعض الأعطال وكان زوجها في المنزل وهي من تابعت عمله، وهذا العامل بسبب زيارته المتكررة للمنزل فهو يعرف أهل المنزل جيداً.