موضوع فصل واستقلال أقسام الطلاب عن أقسام الطالبات بجامعة الملك سعود موضوع أشغل ويشغل بال الجميع فهو ما بين مد وجزر ومؤيد ومعارض ولكل منهما وجهة نظر شخصية نحترمها، ولكن لو نظرنا للموضوع بجدية وموضوعية وبعيداً عن العواطف والاعتبارات الشخصية لكان الرأي سيختلف تماماً عمن يؤيد الفصل، فبكل صراحة من خلال اطلاعي السابق والتالي على آرائهم تبين لي ان المؤيدين من الرجال هدفهم الرئيسي هو تخفيف العبء عن أقسام الطلاب بالإضافة إلى القضاء على المشكلات التي تواجههم من أقسام الطالبات، أما المؤيدات من أقسام الطالبات فالهدف الرئيس اللائي يسعين إلى تحقيقه ممارسة الصلاحيات وتطبيق القرارات بعيداً عن أعين الأقسام الرجالية باستقلالية تامة مما يجعلها تخضع لكثير من الاعتبارات الشخصية والانقياد للعواطف، إذن كلاهما يسعى لتحقيق مصالح شخصية في حين أن المعارضين كانوا أكثر عمقاً في التفكير وأكثر دقة في الرؤية مع استشراف المصلحة العامة، هذا ما جعل نسبة المعارضين للفصل في دراسة استطلاعية سابقة ترقى إلى نسبة 75% ، بينما مؤيدو الفصل بلغت نسبتهم 25% ، في حين الدراسة الحالية وصلت إلى نسبة 68% من معارضين للفصل و32% هم مؤيدون للفصل، وهذا دليل واضح على افتقاد أهم المقومات التي تدعم تنفيذ قرار الفصل، لأن الغالبية تؤيد مبدأ الشراكة والتكامل والتعاون بين أقسام الطلاب والطالبات، كما ترى ضرورة استمرار المرونة والانسيابية في كثير من الاجراءات التي تتم في أقسام الرجال بعيداً عن الروتين الممل والتعقيدات القاسية التي تواجه الكثير منا في الأقسام النسائية الاكاديمية مما يساعدنا في حل كثير من المشكلات وإزالة معظم العراقيل التي تواجهنا نظراً لتضافر جهود أخواننا الرجال ونظراتهم الموضوعية والجادة لكثير من الأمور والهدف السامي الذي يسعون لتحقيقه وهو مصلحة جامعتنا الأم بالتغاضي عن أي اعتبارات أخرى، كما أن هناك خططا تطويرية حالية ومستقبلية تسعى الجامعة لتحقيقها على جميع الأصعدة. وقرار الفصل سيكون حائلاً امام ذلك، في ظل نقص الخبرات والمؤهلات الاكاديمية والإدارية، اضافة إلى الآراء العديدة بعد الدراسة الاستطلاعية والتي أجمعت معظمها على ان قرار الفصل سيؤدي إلى تدني مستوى الطالبات، وتدني مستوى التعليم لافتقاده خبرة الرجال الأكثر في إدارة شؤون العمل التعليمي، وعدم وجود القيادات النسائية المؤهلة لذلك، وكثرة التنازعات الشخصية المتسلطة للمرأة في أغلب الأقسام، كما أن شخصية المرأة صعبة إدارياً وأكاديمياً وغير مرنة، وأيضاً كون المرأة عاطفتها أقوى من الرجل وأخيراً عدم وجود مرجعية موثقة وتخطيط مسبق، هذا ملخص لآراء المعارضين للفصل. في حين أن المؤيدين للفصل من وجهة نظري المتواضعة تعد آراء غير موضوعية وغير حيادية وسأورد ملخصا لها مع تحليل شخصي لكل رأي: 1- الحصول على الصلاحيات كاملة (هنا يتضح ان الأهداف شخصية فليس المهم أن تكون الصلاحيات الممنوحة كاملة بقدر ما يهمنا كيف ننفذ هذه الصلاحيات وكيف نمارسها بعيداً عن الأهواء والاعتبارات الشخصية وبمنأى عن العواطف، فالاعتبار بالكيف لا الكم فلا نركز على حجم الصلاحيات الممنوحة ونهمل ما هو أهم كيفية تطبيق هذه الصلاحيات بما يرضي الله عز وجل ووفق الأنظمة المعمول بها). التعامل سيكون أسهل مع الطالبات (الأعوام السابقة أكدت ان التعامل مع الطالبات يخضع لكثير من التعقيدات لدى معظم الأقسام النسائية الأكاديمية، وما ان يصل إلى الأقسام الرجالية حتى تتلاشى تلك التعقيدات لأن الأقسام الرجالية تسعى لما فيه الصالح العام). 3- تطبيق القرارات بسهولة وسرعة (للأسف في معظم الأقسام النسائية هناك تلاعب في القرارات وعرقلة لتنفيذها فهناك قرارات تقودهن الأهواء إلى تنفيذها خلال أيام، وهناك قرارات حبيسة الادراج أشهر عديدة ولا يكتب لها الافراج الا بعد تدخل الأقسام الرجالية). 4- سهولة إنهاء الاجراءات الإدارية (كيف يكون هناك اجراءات إدارية سهلة ومرنة في ظل قيادة نسائية معظمها تقودها العواطف والاتجاهات المختلفة التي تجعلها تتلاعب بالاجراءات تبعاً للأهواء بمنأى عن الضمير والخوف من الله، والشاهد على ذلك مجالس الأقسام المشتركة التي تسير نحو الفشل بعد مشاركة النساء للرجال في مجالس الأقسام عبر البث الصوتي قلنا مشاركة فقط فما بالنا بالاستقلالية المطلقة). هذه هي الآراء المؤيدة لقرار الفصل ذيلت بتحليل بسيط يعد عصارة تجربة شخصية تجاوزت العشرين عاماً، اضافة إلى آراء من كلفوني بالكتابة نيابة عنهم رجالا ونساء، فآمل أن أكون وفقت بما كلفت، وكنت أهلاً لثقتهم بي، وإن كانت ثقتنا جميعاً تشير بالبنان لصاحب الشأن في هذا الصرح الشامخ معالي الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان مدير الجامعة الذي تولى هذا المنصب وهو على يقين بانه تكليف لا تشريف، ومهام التكليف تقتضي من معاليه الذي توسمنا فيه الخير الكثير ولمسنا الأكثر فهو إنسان كثير الخشية من الله ذو نظرة ثاقبة ورؤية صائبة، آمالنا معقودة بقراره، وقد عهدنا في قراراته التأني، وأحلامنا ترقب خطواته، ونتوسم في كل خطوة يخطوها تحقيقاً للمصلحة العامة، التي تقود دفة هذا الوطن نحو التقدم والرقي والأمن والأمان.