خرجت الشركة السعودية للنقل البري "مبرد" من دوامة الخسائر التي تعرضت لها العام الماضي2006، وعادت إلى الربحية كما كانت عام 2005، وأعلنت عن نتائجها المالية الأولية عن العام 2007، والتي أظهرت تحقيق أرباح صافية قدرها 13.4مليون ريال، مقابل خسائر صافية قدرها 7.6مليون ريال لنفس الفترة من العام الماضي 2006، وجاءت هذه النقلة النوعية نتيجة خفض المصروفات وزيادة الإيرادات، وبلغت ربحية السهم 0.74ريال للعام 2007، مقابل خسارة 0.42لنفس الفترة من عام 2006، وتحسن صافي الأرباح التشغيلية بنسبة 54في المائة ليصل إلى 5.1مليون ريال مقابل 3.3مليون ريال لنفس الفترة من عام 2006، والمهم أن تواصل الشركة وتستمر في هذا التحسن مستقبلا. وتركز "مبرد" على نقل وترحيل ومناولة البضائع والمواد المختلفة من وإلى المملكة العربية السعودية، وإنشاء وإدارة وتأجير مخازن التبريد والمقطورات والآلات والمعدات المتعلقة بذلك، وإجراء البحوث والدراسات والتطوير الفني والإداري فيما يخدم أغراض الشركة. وتأسست "مبرد" عام 1984، ومن ثم تحولت إلى مساهمة بتاريخ 1991، وكان الهدف الرئيسي من إنشائها النقل البري بالوسائل التي كانت متاحة لديها آنذاك، وهي عبارة عن عدد محدود من التريلات، وتمتلك الشركة حاليا الكثير من الآليات والمعدات التي تتألف من: الشاحنات، الستائر، السطحات، التناكر، اللوابد، الفانات، وغيرها الكثير حسب احتياج السوق، هذا إضافة إلى نقل المواد السائلة والسائبة، كما يتم صيانة المعدات والآليات التابعة للشركة في ورش فنية متخصصة ومتطورة لإصلاح كافة الآليات والمعدات المملوكة للشركة وكذلك للغير. تمتلك الشركة أسطولا ضخما من الشاحنات والمقطورات الحديثة يقارب 1200وحدة متنوعة، مؤمن عليها والمنقولات تأمينا شاملا. وتتألف هذه الآليات والمعدات من 500رأس شاحنة، 367شاحنة مقطورة حمولة 20طن، 58شاحنة مقطورة حمولة 10طن وأقل، 143شاحنة مسطحة للنقل الجاف، و 100شاحنة لنقل البضائع. يشمل نشاط الشركة: البرادات، للبضائع المبردة والمجمدة؛ الستائر للمواد والإمدادات الجافة خاصة التي تحتاج لعناية خاصة؛ السطحات وتستخدم للمواد والتجهيزات الإنشائية؛ الجوانب للحمولات المتنوعة؛ التناكر في مجال نقل السوائل و المواد السائبة؛ اللوابد وتستعمل لنقل المعدات والحمولات الثقيلة؛ حاملة الحاويات للكونتينرات؛ الفانات للشحن الجزئي والطرود غير البريدية من الباب إلى الباب. لدى الشركة ورش متخصصة ومتطورة مركزية مجهزة بكامل العدد والكوادر الفنية المؤهلة والمدربة لصيانة وإعداد وحدات للعمل بأعلى كفاءة ممكنة بكل من الرياض والدمام وجدة والحديثة.علاوة على الورش المتنقلة لسرعة إسعاف الوحدات على الطرق. يتولى إدارة وتشغيل وحدات الشركة طاقم إداري وفني مؤهل ومدرب يتمتع أفراده بخبرات طويلة في مجال النقل، إضافة إلى حرص الشركة على استخدام أمهر السائقين الذين لديهم الإلمام التام بأنظمة القيادة الآمنة وطبيعة وظروف الطرق في المنطقة. خدمات الشركة تغطي جميع مدن وأرجاء المملكة والدول العربية المجاورة، ولديها مكاتب في المنافذ الحدودية لتسهيل عملية دخول وخروج الشاحنات. تقدم الشركة خدمات النقل الجزئي مثل مبرد إكسبرس للطرود غير البردية لجميع المدن الرئيسية في المملكة، وهي وسيلة التوصيل خلال 24ساعة، من الباب إلى الباب. تنتهج الشركة دوماً أسلوب التطور البعيد المدى وتحرص على اقتناء أفضل المعدات والأجهزة المتاحة في صناعة النقل في العالم، بإتباع نظم الإدارة الحديثة. واستنادا على إقفال سهم "مبرد" الأسبوع الماضي، يناير 23عام 2008على 31.75ريال، بلغت القيمة السوقية للشركة 571.5مليون ريال، موزعة على 18مليون سهم، مملوكة بالكامل للقطاع الخاص. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 30.25ريال و 39.25، بينما تراوح مجال السعر خلال عام بين 28ريال و 65.75، ما يعني أن سعر السهم تذبذب خلال عام بنسبة 80.53في المائة، ما يشير إلى أن سهم "مبرد" متوسط إلى عالي المخاطر، ولكن وبما أن السهم ليس للمضاربة، أي ليس من تلك الأسهم النشطة في التعاملات اليومية، جاء متوسط الكميات المتبادلة يوميا عند 1.5مليون سهم، ما يهمش نسبة المخاطر عليه. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية مقبولة، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 22.5في المائة وهو رقم مقبول، ونسبة المطلوبات إلى الأصول 18.37في المائة وهو جيد، ولكن نسبة السيولة النقدية البالغة 24في المائة، وهي غير مقبولة والسيولة الجارية بنسبة 71في المائة وهي مقبولة بتحفظ تشير إلى أن الشركة ربما تعاني لتغطية التزاماتها المالية على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الغير مقبول، فالتدفقات النقدية من أنشطة التشغيل تتراجع بشكل مخيف، وفي عام 2006بلغت النقدية من أنشطة التشغيل رقما سالبا بلغ 118مليون، وهذا يعني أن القيمة الحالية للشركة تتقلص، أيضا تدفقات الاستثمار متذبذبة، والمأمول أن يتحسن وضع الشركة من هذه الناحية كما حدث في الربحية، وتعود الشركة إلى سابق عهدها من النمو والربحية، خاصة خلال الأعوام من 2003وحتى 2005عندما قفزت ربحية الشركة من 29مليون ريال إلى 43مليون، ومع أن تلك الأرباح لم تكن تشغيلية بالمعنى الصحيح، إلا أنها أفضل بكثير من دوامة الخسائر التي تعرضت لها الشركة خلال العام 2006وفي مجال السعر والقيمة، أوضاع الشركة تدعو إلى التساؤل، فرغم تحسن مكرر الربح للعام 2007إلى نحو 43ضعفا من متوسط بلغ 78ضعفا للعام 2006، إلا أن المأمول أن تعيد الشركة حساباتها وتبدأ بالتركيز على القطاعات الرابحة والتخلص من تلك الخاسرة، أيضا تراجعت قيمة السهم الدفترية إلى 10.46ريال للعام 2007، من متوسط 15.17ريال عام 2006، ومتوسط 16ريالا للسهم لعام 2005، وهذا وضع غير صحي بكل المقاييس، ويشير إلى أن الشركة قلصت أصولها نتيجة خسائرها في استثمارات غير تشغيلية وغير مجدية، ولم تحقق الشركة من تلك الاستثمارات أرباحا أو عوائد لصالح المساهمين، وحاليا تجاوز مكرر القيمة الدفترية 3أضعاف وهو غير مقبول، خاصة لشركة قيمتها الجوهرية تنقص كل عام، والعائد على حقوق المساهمين هامشي عند 1.38في المائة. وبعد دمج الربح مع العائد على حقوق المساهمين والأصول، ومقارنة ذلك بمؤشرات أداء السهم الآخر، يتضح أن سعر سهم مبرد عند 31.75مبالغ فيه ما لم يطرأ تحسن على أداء الشركة التشغيلي خلال العام الجاري 2008، والسنوات المقبلة. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.