في بداية الظاهرة الغنائية والموسيقية لأسطورة الفن السعودي -بلا جدال- طلال مداح.. تعامل مع شاعريين غنائيين على فترة و جيزة من الزمن أولهما الشاعر: «سعيد الهندي» -اللبناني- الذي جاء إلى المملكة في بداية الستينات الهجرية وشهد مولد الإذاعة السعودية عام 1369ه وأصبح مخرجًا وكتب القصيدة الفصيحة ثم القصيدة الغنائية ذات اللون الطريف الذي يتمازج فيه اللون البدوي مع الفصيح في روعة. ولقد تعامل مع طارق عبدالحكيم في البداية في أغنيات شدا بها الفنان عبدالله محمد من ألحان طارق عبد الحكيم أتذكر منها: «نادوا الشادي وهاتوا الناي». ثم بدأ مشواره مع بلبل الجزيرة «طلال مداح» في أغنيات عدة أتذكر منها: «صحا الطير»، و»يا موقد النار»، و»أقبل العيد فهيا»، و»يا حج يا مبرور»، و»يا حادي قوم»، و»لحن الأصيل» وأسهم سعيد الهندي في بروز طلال وخاصة في السنة الأولى لظهوره، ولعلي اشك أن أغنية «ياورد يا زراع الورد» -بداية طلال القوية- هي من كلماته وذهبت نسبتها إلى غيره لأسباب ما.. وكتب سعيد الهندي العديد من القصائد لطلال لعل أبرزها «بين جفن راحت الأطياف»، ولكن سعيد الهندي ما لبث في منتصف الثمانينات الهجرية أن هجر كتابة الأغنية إلى غيرها فانقطع عن هذا المجال ولم يقيض لكاتب أن يشير إلى دور هذا الشاعر المخرج في بداية سيرة طلال وحتى طلال نفسه لم يكن يذكره في أحاديثه. والشاعر الآخر هو: «أحمد صادق» الذي أسهم هو الآخر في مشوار طلال مداح منذ البداية حيث كتب العديد من أغانيه الناجحة وقتها وأتذكر منها: «مشاعل بالحي يا قوم دلوني»، و»في الطريق مرة قابلني»، و»كل كلمة أسمعها منك»، و»قولولي فين»، و»يا أسمر تمر دايمًا»، و»هو حبك»، و»أذكروني يا رفاقي» وهي أقرب إلى النص الفصيح مع أغنية «مشاعل بالحي» وآخر نص كتبه له هو: «لسه برضه» عام 1384ه الذي لحنه فوزي محسون وانقطع بعدها «أحمد صادق» عن الكتابة لطلال مداح لأسباب عديدة. ولم يشر راصد لمسيرة طلال مداح عن دور هذا الشاعر الغنائي في مسيرة طلال. ومعظم ما ذكرنا من أغنيات لسعيد الهندي وأحمد صادق هي من ألحان طلال نفسه. وقد حفلت مرحلة طلال مداح الأولى بالعديد من شعراء الأغنية إلى جوار سعيد الهندي وأحمد صادق، أبرزهم: خالد زارع الذي زامل طلال وصادقه منذ البداية، وكذلك الشاعر «المنتظر»، قبل أن تأتي النقلة الأخرى المهمة والتي مثلها كتابيًا سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، وسمو الأمير محمد عبدالله الفيصل بمؤازرة الملحن الموهوب «سراج عمر»، والذي لا يعرفه الكثيرون أن معظم أغاني طلال وأروعها وأعذبها هي من ألحانه هو.. فقد جمع هذا الفنان الظاهرة، بين عذوبة اللحن وجمال الصوت والقدرة الموسيقية المذهلة.. رحمه الله.