صناعة الهاتف المتنقل تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، وبلغت من الانتشار ماجعلها محور صناعات مضافة كثيراً، ومع تطور التقنية وتداخلها في جميع الصناعات، تقاطعت بشكل كبير، ليصبح الهاتف المتنقل وسيلة وأداة لإدارة المعلومات الشخصية وتصفح الإنترنت ومساعدا شخصيا، لتظهر فئة من الأجهزة تحت مسمى (مساعد شخصي) أو ماتعرف ب PDA لتصبح صناعة مستقلة، وظلت حكراً على المستخدم المتقدم، سواء من فئة رجال الأعمال أو الأطباء والمهندسين وغيرهم من المهتمين، ولم تشهد صناعة الهواتف المتنقلة اختراقاً تقنياً كبيراً كالذي شهدته منذ اطلاق أبل جهاز iPhone حيث يعتبر انجازاً تقنياً مهماً في صناعة الهواتف المتنقلة وصناعة المعلوماتية على حد سواء. ومنذ طرحه في الأسواق منتصف العام الماضي، مازال يعتبر أحد اكثر الأجهزة الثورية التقنية الجديدة في العالم، وحصد المركز الأول ضمن أفضل 10أدوات (أجهزة) للعام 2007وفقاً لمجلة Time الشهيرة، وصاحب المركز الأول لأكثر مايرغبه المراهقون (فئة 13- 25سنة) في موسم الأعياد لهذا العام في الولاياتالمتحدة، وضمن قائمة الكلمات الأكثر بحثاً في محرك البحث Google، والجهاز الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ صناعة الإتصالات والتقنية، نحن بالتأكيد نتحدث عن جهاز iPhone من Apple Inc. الشهيرة، والذي غيّر من مفهوم الإتصالات المتنقلة في العالم، وأشعل المنافسة من جديد بين شركات الإتصالات والتقنية والمعلوماتية، وكذلك بين المطورّين والمستهلكين على حدّ سواء، الجهاز بلغ من الشهرة ما يغنيه عن حملات التسويق المكثفة، وبالرغم من عدم صدوره بشكل رسمي في الأسواق الآسيوية والعربية تحديداً، إلاّ أنه وصل إلى المملكة بطرق شتى، ويباع بأسعار مبالغ بها جداً (وصلت إلى اكثر من 5000ريال سعودي)، وللتأكيد على ثورية الجهاز وتميزه، نجده في إعلانات بعض البنوك السعودية عن خدماتها عبر الهاتف الجوال، وبعض القنوات التلفزيونية للإعلان عن خدماتها التفاعلية، وغيرها كثير من الأمثلة في المنطقة، بالرغم من عدم طرحه بشكل رسمي هنا، فهو أضحى علامة للتقدم التقني وصيحات الأناقة كذلك، سوف نستعرض معاً وبشكل حصري في تقنية المعلومات، قصة الجهاز ومواصفاته، وسلبياته، وحصته السوقية، ودعم اللغة العربية، وأفضل النصائح للتعامل مع الجهاز، والبرامج المتوفرة، ومحاولات النصب والإدعاء بتعريب الجهاز أو اختراقه بجهد ذاتي، لنختم تقريرنا بلقاء مع المبرمج السعودي، الأستاذ ثامر الموصلي، الذي قام بتعريب شبه كامل لجهاز iPhone وiPod Nano @@ في البداية كانت التعليمات لدى مهندسي شركة أبل هي البحث والتطوير في مجال الشاشات التي تعمل باللمس Touch Screen وذلك لرغبة ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي للشركة بالمنافسة في مجال الحاسبات الدفترية Tablet PCs، ولكن ملاحظات جوبز نفسه في مؤتمر D:All thing Digital في أبريل 2003بأن مجال الحاسبات الدفترية أو الأجهزة الكفية التقليدية PDAs ليست خياراً جيداً، بالرغم من كثرة الطلبات لقيام شركة أبل بصنع جهاز كفي جديد، كونه يؤمن بأن مجال الهواتف الجوالة هو الأهم، وستصبح اجهزة الهاتف الجوال هي الأهم كمنفذ للمعلومات المتنقلة (إن صح التعبير) "إعادة اختراع الهاتف Reinvents the phone" بهذه العبارة دشن ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لأبل كورب، الإعلان عن أول جهاز هاتف جوال من أبل تحت مسمى iPhone صباح التاسع من يناير الماضي، في كلمته الإفتتاحية لفعاليات MacWorld 2007 في سان فرانسيسكو بالولاياتالمتحدة، منهياً بذلك أحد أطول الشائعات عمراً في تاريخ شركة أبل، فالجهاز بشكل مبسط عبارة عن 3أجهزة في 1، فهو هاتف جوال، اتصالات انترنت، وجهاز iPod، معلناً أن الجهاز سيقوم بتغيير صناعة الهواتف في العالم أجمع، ولكن لن يتم طرحه في الأسواق قبل منتصف العام، أي بعد 6أشهر من الإعلان (آنذاك)! ليتم بذلك خلق طلب متزايد، في حركة تسويقية ذكية تحسب لأبل، ما جعل العديد يتهافت عليه فور طرحة في 29من يونيو الماضي. @@ المواصفات التقنية التحدي الأكبر عند تطوير وتصميم الجهاز، وفقاً لستيف جوبز، هو واجهة المستخدم وطريقة الإدخال، فعند مقارنة الموجود حالياً في صناعة الهواتف الجوالة فهي تعتمد إما على لوحة المفاتيح (ويعيبها صغر حجمها وتكدسها)، أو على قلم الإدخال Stylus، أو أزرار الهاتف الإعتيادية (غير عملية)، لذا تم تطوير تقنية Multi Touch والتي تقوم على الطباعة أو اللمس بواسطة الإصبع، وتتمتع بدقة كبيرة وذكاء عالٍ، إضافة إلى اعتماد نظام التشغيل OS X، ليعلن جوبز أول رايات التحدي لصناعة برمجيات الهواتف الجوالة قائلاً: "إن البرامج الموجودة اليوم هي أشبه ببرامج أطفال، البرامج التي طورناها لجهاز iPhone ستكون متقدمة بخمس سنوات على الأقل بما هو موجود على أي جهاز جوال آخر" وأبرز مواصفات الجهاز التقنية، هي شاشة اللمس بتقنية MultiTuouch قياس 3.5بوصة، ونظام التشغيل OS X ودعمه للغات المختلفة وقرص صلب سعة 8جيجابايت، وبطارية متميزة تصل إلى 8ساعات من الحديث المتواصل أو 6ساعات من تصفح الإنترنت، والجهاز يتوافق للربط مع نظامي الماك والويندوز، ويدعم صيغ البريد الإلكتروني المعيارية مثل IMAP وPOP3، بالإضافة إلى دعم معايير الحماية اللاسلكية الأساسية في شبكات WiFi والشبكات الخاصة الإفتراضية VPN، فالغائب الأبرز في مواصفات الجهاز هو دعمه لتقنيات الجيل الثالث المعروفة ب 3وتطبيقاتها، ومع ذلك فإن الجهاز يستهدف كل شخص يحب استخدام الهاتف الجوال واستخدام الإنترنت وiPod في جهاز متطور واحد، وبالرغم من ذلك، فالعديد من المراقبين يعتبر الجهاز تحفة فنية ثورية، ولكن فقيرة في المزايا التقنية مقارنة بالأجهزة الجوالة الموجودة حالياً، والتي تم كشف النقاب عن العديد منها استباقاً أو سداً للفراغ الذي لم يشغله iPhone بعد، مثل I-Mate وسامسونج وLG وNokia وHTC الذين سارعوا بطرح أجهزة مختلفة بخصائص تحوي الكثير من مزايا جهاز أبل iPhone. من أهم وأبرز ميزات iPhone تقنية Multi-Touch والتي تسمح إلى أربع أصابع بالعمل على الجهاز بنفس الوقت، وكذلك حساسية الجهاز واستجابته للمتغيرات وحركة صاحبه، فالشاشة تتغير من الوضعية الرأسية إلى وضعية العرض الأفقي بعرض الشاشة تبعاً لتغيير الجهاز، وكذلك يتم قفل الشاشة عند تقريب الجهاز من أذن المستخدم، توفيراً للبطارية ومنعاً لضغط أي أزرار أو أوامر بشكل غير مقصود، وكذلك تغير إضاءة الشاشة وفقاً لإضاءة الغرفة، وغيرها من التقنيات الذكية.