اكدت هرفي ورد، احدى المحاضرات في منتدى التنافسية ان السياسات للدول تؤثر في الاندماج في السوق التنافسية، والأهم من هذه السياسات هي العنصر البشري وهذا ما اثبتته دراسة تناولت مئة دولة، فالكوادر البشرية العاملة في السوق التنافسية يجب أن تحظى بالتعليم والتدريب والبيئة الصحية التي تحثهم على الابداع والابتكار وخصوصا لفئة الشباب فهم السن الأهم ليكون المنتج النهائي المقدم للسوق على جودة تجذب المستهلكين. وبلاشك ان السوق التنافسية تعطي الشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة افضل يجب ان تستغل لتنمو هذه الشركات وتستمر في السوق، وأفضل ما تم في المملكة العربية السعودية هو ربط توظيف السعودين في الشركات بالقروض المقدمة لتلك الشركات، بالاضافة إلى تقديم القروض والمساندة بالخبرة والمتابعة لإنجاح المشاريع الفردية والمبتدئة حتى تقدم منتجها بأفضل صورة . وللتنافسية عدة مخاطر من ارتفاع اسعار العقارات وأسعار المواد الاستهلاكية وهو ما حدث في الولاياتالمتحدةالامريكية قبل عام 2005م والتي بدأت بالانخفاض في عام 2006م وحقق نوعاً من الاستقرار، وفي المملكة المخاطرة الاقتصادية في الخدمات المالية فالقطاع المالي كالقطاع الاقتصادي يعاني من تراكم رؤوس الاموال وهذا بدوره مرتبط بالقطاع العقاري، وأشير لشركات الوساطة المالية انها القلب للسوق التنافسية وقلب الاقتصاد. وكوريا خير مثال فهي تفتقد إلى الموارد الطبيعية وتستوردها بالكامل من الشرق الاوسط وهذا لم يكن عائقاً في دخولها لسوق التنافسية ولا طرح انتاجية التي تعتبر مطلباً لكثير من المستهلكين ولعل السبب الرئيسي هو توجه الاسر لتعليم ابنائهم وصرف اغلب دخل الاسر في كوريا على تعليم ابنائهم وابتعاثهم للخارج ودفعهم للابتكار والابداع والتميز في العديد من العلوم، ومن مخاطر السوق التنافسية تذبذب اسعار في السوق وهو دينامكية معروفة في السوق فايجاد مدن اقتصادية يوجد برمجيات عملية التنمية المناسبة للبنية التحتية لدول ومنح الحوافز للشركات المبدعة والمبتكرة. وتحدث ضيوف المنتدى التنافسي عن تبني المملكة سياسة التغير عن طريق التعاون مع القطاع الخاص بالاضافة إلى السعي الحثيث لتطوير التعليم والأهم ان المملكة دول غنية فهي دولة منتجة للبترول والعنصر البشري متوفر فأغلب سكان المملكة شباب ولديهم القابلية للابداع. اذن المشكلة هنا ثقافية والعراقيل الثقافية لن تسمح بالانطلاق الفكري فمثلا العادات والتقاليد والخضوع للرئيس تصعب اتخاذ القرار والتعبير عن التغير او الافكار الابداعية وهي ثقافة مفروضة وغير صالحة في عصرنا الحاضر والمسلمون استطاعوا في فترة من الفترات وهي القرن الثاني عشر الانطلاق في جميع العلوم العلمية والتطبيقية وكان الدين حافزا لهم. ولقطاع الاتصالات دور هام في السوق التنافسية وجعل العمل والانتاج غير محدود فتستطيع المرأة ان تعمل وتنتج وهي في بيتها، وعاد المتحدثون للتركيز على التعليم، فآلية التعليم اولا وأخيرا هي الداعم الاول في السوق التنافسية الاستثمار الاول في الكوادر البشرية، والاستثمار في الموارد البشرية لا يكون الا في بيئة صحية للجسد وللعقل ،فالمرض يؤثر على اقتصاديات الدول فمثلا الدول التي تخصص نسبة كبيرة على الصحة العامة ليست بالضرورة توفر بيئة صحية فالتعليم خطوة اساسية نحو صحة جيدة، ومع هذا تزيد مخصصات الصحة في السنوات الاخيرة والسبب يرجع إلى زيادة اعداد المتقدمين في السن والاكثر عرضة للأمراض من غيرهم ويحتاجون إلى رعاية مستمرة، والحكومات تسعى لإبقاء الافراد المرضى بأمراض غير متوقع الشفاء منها على قيد الحياة حتى لو احتاجوا إلى رعاية صحية مكثفة وصرف عليهم الاموال الطائلة وكل ماسبق زاد المخصصات المالية لرعاية الصحية، والمملكة من الدول التي احرزت تقدما كبيرا في الرعاية الصحية من رفع المخصصات والابحاث وتوفير الكوادر البشرية الجيدة لعلاج المرضى. وفي الختام، خلصت أغلبية الجلسات إلى أن السوق التنافسية تبني على التعليم والتكنولوجيا والعمل في بيئة صحية لتوفير انتاج جيد وتوظيف الطبقة الوسطى لرفع الكفاءة للشركات في سوق التنافسية.