كانت "الدلالة" أو عمولة البيع المتعارف عليها في السوق قرشاً على كل ريال. وأستدل على دقة هذا القول بأبيات شعرية قديمة.. شعبية قالها شاعر يمتدح ديكاً: لي ديك زينٍ توقيته ترتيب الساعه توقيته لولا طيبه ما شريته بريال وقرش الدَّلاّل والريال السعودي الفضة كان يساوي عشرين قرشاً. والقرش الذي حصل عليه هو مقابل استعراضه للديك.. في السوق وربما الذهاب به والإياب.. وإعطاؤه عبارات المدح والإطراء. وعرفنا أن الدلالة رسمياً اثنين ونصف بالمائة. لكن ألا ترون أن هذا هوالمعلن فقط. لأن الواقع أكثر وأكبر..! والدلالة تسمى السعي، وهو اسم مُنصف، لأن الذي ساعد على بيع السلعة سعى وبحث عن المشتري وزينها في سمع الزبون فهو يستحق ذاك المبلغ. والدلالة أيضاً كانوا يسمونها "عشاء". فإذا قيل إن هذا البشت ب 150وعشاه .. معناها أن "المحرّج" أو الدلال سيتقاضى من المشتري.. على حسب شرط المالك.. أو من المالك. وزمننا هذا أوجد "دلالة" من نوع آخر.. وسماها عمولة.. ومنحوها مفردة إنجليزية اسمها "كوميشن" commission والفرق بينها وبين "المحرج" الذي يدور بالسلعة أن قابض الأخيرة لا يدور في الأسواق بل يدور على الكرسي الدوّار.