يتوافد زبائن من مختلف محافظات المنطقة الشرقية، كالجبيل والأحساء، فضلا عن مرتادي السوق من خارج المملكة، كالزوار القادمين من قطر والكويت، حيث يجتمع كثير من محبي التراث نهاية كل أسبوع، في مجمع الأسواق الشعبية بالأحساء، فيتجولون بين المحلات المخصصة لبيع المقتنيات التراثية في المجمع، والتي كانت تجتمع في السابق، قريبا من قصر إبراهيم الأثري بالكوت. ويتولى عادة تسجيل المعروضات التراثية، العم حمد العريفي، حيث يدون أسماء الراغبين في عرض مقتنياتهم التراثية للبيع في» المزاد»، كل شخص حسب ترتيبه، ويأخذ رقما متسلسلا لتسليم سلعته إلى المسؤول عن الدلالة، وهو ظافر الأحمدي، ويتم رفع السلعة أمام الجميع ويبدأ فتح الباب من أحد الحضور، وقد يكون فتح باب السلعة خمسة ريالات وقد يكون ألف ريال. ويبدأ بعدها المشترون في رفع سعر السلعة المعروضة تباعاً، طبعاً بحسب أهميتها، وقدمها، وحين يتزايد الزحام، يضطر الدلال الأحمدي، إلى استخدام مكبر الصوت، حين يشتد الوطيس من الحاضرين للحصول على المقتنيات التراثية النادرة والحديثة، ومع رفع الدلال صوته يحضر صاحب السلعة والمشتري في الموقع، ولا يتم بيع سلعة دون حضور صاحبها مهما كان سعرها للحفاظ على النظام وحفظ حقوق الآخرين، وهناك عدد من السلع وصل سعرها إلى مبلغ كبير جدا ولم يوافق صاحبها على البيع، ويتم إبعادها عن موقع الحراج. وعرضت بين المقتنيات التراثية النادرة في المزاد» بندقية»، وصل سعرها إلى 2500 ريال، ولكن صاحبها رفض بيعها، في حين قام أحد هواة المقتنيات القديمة، فهد اليعقوب بشراء عملات نادرة جداً بمبلغ وقدره 4700 ريال، كما تم بيع» دلّة» قهوة قديمة جداً بمبلغ 2200 ريال. ويقول العريفي إن السوق شهد إقبالا كبيرا، لا سيما خلال الأيام الماضية، لتوفر بعض القطع النادرة، والتي يحرص محبو التراث على اقتنائها بين الوقت والآخر. وأكد العريفي أن أقل سلعة تم بيعها لم يتجاوز سعرها خمسة ريالات، في حين بلغ سعر أغلى سلعة 5000 ريال، وأحيانا يتعدى سعر بعض القطع الأثرية هذا المبلغ، ولكن صاحبها يرفض البيع لمعرفته قيمة السلعة الحقيقية، وينص قانون» السعي» على أن يتحمل البائع والمشتري» السعي» مناصفةً، حيث يخصص مبلغ السعي للدلاّل في الحراج، ويظل الجميع في السوق، حتى تباع القطع كاملة. بندقية قديمة وصل سعرها 1700 ريال الدلال الأحمدي في الحراج