أليس أنهى السباق في 49.86ثانية، وبيتي أنهى نفس السباق في 52.30ثانية. كم من الوقت تأخر بيتي عن أليس في السباق ووضعت أربعة خيارات للإجابة. هذا السؤال أجاب 19% فقط من الطلاب السعوديين عنه بينما أجاب عنه 88% من الطلاب السنغافوريين. الأسوأ من ذلك أن الإجابة العشوائية تعطي احتمالية حدوث 25% إجابة صحيحة. لو أجاب طلابنا بشكل عشوائي لحصلنا على درجة أفضل! المعدل العالمي للإنجاز في الرياضيات للصف الثامن (ثاني متوسط) كان 467نقطة، وبالنسبة لأداء طلابنا السعوديين كان 332نقطة متأخرين بذلك عن جميع الدول العربية، ومحتلين المرتبة 43من بين 45دولة. مرة أخرى سنغافورة حققت 605نقاط، وكوريا حققت 589نقطة و 26دولة حققت نتائج أعلى من المعدل العالمي... 81% من الطلاب السعوديين نتائجهم كانت أدنى من المعدل العالمي في مهارات الرياضيات. تلك بعض معلومات قدمت في شهر نوفمبر الماضي بمؤتمر قادة التعليم (قدمتها ماكينزي ضمن تقريرها عن حالة التعليم في الخليج العربي) وبعضها نشر عام 2003م. وضعنا (مأساوي) في هذا الجانب، فما هي خطة وزارة التربية والتعليم والجامعات للارتقاء بمستوى العلوم والرياضيات في تعليمنا؟ هل ستفيد مليارات الريالات الموجهة لتطوير التعليم في هذا الجانب أم أنها مليارات ستذهب لبناء الحجر وليس العقل؟ إن تقدمنا التقني والصناعي والبحثي والتنموي والاقتصادي في خطر طالما أهملنا عنصريء الرياضيات والعلوم في تعليمنا، فالرياضيات والعلوم هما اللتان نقلتا دولاً مثل الهند وسنغافورة وكوريا إلى خارطة التطور التقني والمعرفي، والأرقام تؤكد بأن الدول التي تقدم تعليمها في مجال الرياضيات والعلوم هي الدول التي حققت قفزات مذهلة في عالم التقنية والمعرفة. لدينا إشكالية ليس فقط في المناهج من الناحية الكمية والنوعية، بل في طرق التعليم والتدريس بالذات في مجالات العلوم والرياضيات، ولن يتم التغلب على إشكالية التخلف في هذا الجانب عن طريق اللجان و الدورات القصيرة (المملة) التي تعقد هنا وهناك والتعاميم (البيروقراطية)، بل بالتركيز على العنصر البشري، المعلم والمعلمة. لن يتم التغلب على المشكلة بالاعتماد على كليات التربية والمعلمين السعودية بوضعها الحالي، فقد أثبتت تلك الكليات فشلها في تأهيل معلمين أكفاء في هذه الجوانب. يجب فتح باب الابتعاث واسعاً في مجال تعليم وتدريس الرياضيات والعلوم. يجب غربلة كليات المعلمين والتربية بشكل كامل وجذري لتصبح كليات قادرة على تخريج أجيال متميزة من المعلمين والمعلمات القادرين على إحداث نقلة نوعية في التعليم كما يجب أن تكون لدينا رؤية وبرنامج عملي يمتد لسنوات طويلة...