وصلت دفعة ثانية من مرضى قطاع غزة الخاضع لاغلاق اسرائيلي مشدد، الى الاردن أمس الاول لتلقي العلاج في مدينة الحسين الطبية في عمان. وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان "مدينة الحسين الطبية (غرب عمان) استقبلت 19مريضا فلسطينيا من قطاع غزة يشكلون دفعة ثانية وصلت الاردن لتلقي العلاج". واضافت ان "بين هؤلاء اطفال ونساء وكبار في السن حالاتهم صعبة ومزمنة وحرجة تعذر على مؤسساتهم الطبية تقديم خدمات علاجية لهم جراء الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة". واشارت الى ان عدداً من مرضى الدفعة الاولى غادروا المستشفى فيما "لا تزال بعض الحالات تخضع للرعاية والعناية الطبية". ووفقا للعقيد الطبيب هاشم العبداللات الذي كان على رأس فريق طبي استقبل الحالات في جسر الملك حسين، فان "المرضى يعانون امراضا تحتاج الى رعاية خاصة مثل القلب والكلى وجراحة العظام والاعصاب وغيرها وسيتم تقديم افضل الخدمات الطبية والعلاجية لهم". وكانت الدفعة الاولى التي تضم 15مريضا، ادخلت في الثاني من الشهر الحالي الى مدينة الحسين الطبية وقد جرى اختيارهم بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية. وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني طلب نقل بعض مرضى غزة لتلقي العلاج في مستشفيات اردنية في حين يزداد الوضع الصحي في هذا القطاع سوءا بسبب الاغلاق الاسرائيلي. وشددت اسرائيل الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة اثر سيطرة حركة حماس عليه منتصف يونيو، وهي تفرض بشكل خاص قيودا صارمة على حركة تنقل الاشخاص والبضائع الى القطاع. كما أعلنت السلطات الإسرائيلية أن جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أغلقت اعتبارا من امس الجمعة لمدة بضعة أيام وأنه لن يسمح بنقل البضائع وتنقل الأشخاص إلا في الحالات الإنسانية. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن هذا الإجراء يأتي وفقا لتعليمات أصدرها وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك يوم الخميس الماضي في ظل استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من القطاع. وكان باراك أوعز أمس أيضا باستمرار تقليص كميات الوقود التي تنقل إلى قطاع غزة. من جهتها، اعلنت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان مساعداتها الانسانية لم تعد تدخل الى قطاع غزة منذ أمس الجمعة بعد اغلاق المعابر مع اسرائيل. وقال الناطق باسم الاونروا كريستوفر غانيس لوكالة فرانس برس "كل المعابر مغلقة ولا تمر اي مساعدات. من الضروري جدا ان يعاد فتح المعابر لمنع حصول تدهور اضافي للوضع في غزة وتفاقم معاناة 1.5مليون شخص".. وفي الايام العادية تدخل 15الى 20شاحنة محملة بالمواد الاساسية الى القطاع الذي تشرف اسرائيل على المعابر المؤدية اليه. واوضح الناطق ان "عزلة غزة المتزايدة ستزيد من تشدد السكان المحبطين في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي الى اعادة عملية السلام الى سكتها". واضاف "لذلك (الاغلاق) تأثير خطر على الصحة العامة. ونسجل زيادة في حالات الكساح في صفوف الاطفال". واكد ان الوضع في غزة سيئ الى درجة ان الفلسطينيين لا يجدون الاسمنت "لبناء القبور" و"المستشفيات توزع الاغطية لعدم توافر اعداد كافية من الاكفان". واضاف غانيس "حتى في الموت، الاغلاق يؤثر على الفلسطينيين"