تعلن لافتة باهتة باللغتين العربية والصينية عن وجود "مطعم صيني" في احد الشوارع المتفرعة من الكرادة وسط بغداد، مما يعتبر بمثابة التحدي في مدينة يعيش معظم سكانها وسط الاخطار والمخاوف. وعلى مدخل المطعم المتواضع جدا، وقفت يان مرتدية الجينز وقميصا شتويا لاستقبال الزبائن بابتسامة عريضة وكلمة "اهلا" بانكليزية ركيكة. وينهض زوجها ساو، وهو في الاربعينيات من العمر، مسؤول عن ادارة المطعم حيث يعمل مع زوجته بالاضافة إلى شخصين اخرين كان احدهما منهمكا باعداد الطعام. ورغم المساحة الضيقة للمطعم والبالغة عشرين مترا مربعا، فان الترتيب كان جيدا. ووضعت مائدتان باربعة كراسي لكل منها، عند المدخل فيما تقف يان عند مغسل للصحون، ويتولى اخر طهو الطعام قربها، لكن الشخص الرابع واسمه لو كان غائبا عن العمل تلك الساعة. وقال ساو "اعمل منذ عامين في بغداد، عملت سابقا في محل لبيع المنتجات الصينية في منطقة الكرادة" ايضا. ونظرا لتصاعد اعمال العنف خلال الفترة الماضية واغلاق المتجر ابوابه، عاد ساو إلى مقاطعة يوانان في جنوب الصين، حيث خطط لحلمه المشترك مع زوجته ورفيقيه بافتتاح مطعم في بغداد. ولم يمض سوى اسبوعين على افتتاح المطعم الذي استأجره ساو بالاضافة لمنزل متواضع جدا إلى الجوار منه. واكد ساو بلغة عربية متواضعة جدا ان "مطعمنا هو الوحيد الذي يقدم وجبات صينية في بغداد". وعرضت انواع من الاطعمة امام الزبائن بشكل منظم على طاولة قريبة من المقاعد بالاضافة إلى معدات تقديم واعداد الطعام. وعلقت على جدران المطعم صورتان كبيرتان لنجوم الرياضة والفن جاكي شان وبروس لي، البارعان في فنون القتال للدفاع عن النفس. ويختار الزبائن الطعام المعروض امامهم .