بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ اختتمت أمس ندوة تطبيق القواعد الفقهية على المسائل الطبية التي نظمتها إدارة التوعية الدينية بالشؤون الصحية بمنطقة الرياض بفندق الانتركونتيننتال بالرياض بحضور مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور هشام بن محمد ناضرة وقد ألقى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة في الجلسة الختامية دعا الله فيها للجميع بالتوفيق والسداد في القول والعمل. ثم بين سماحته ان المرض قسمان هما مرض القلوب ومرض الأبدان مشيراً إلى ان في كتاب الله علاج لهذين المرضين وقال فأمراض القلوب من النفاق والشرك والشك والكبر والعجب والرياء علاجها في كتاب الله. كما بين سماحته ان في القرآن علاجاً لأمراض الأبدان فهو شفاء لأمراض قلوبهم وشفاء لأمراض أبدانهم وقال هذه الندوة المباركة من مميزاتها وضوح الرؤية وتصور الجميع ما عند الآخرين لأننا يجب ان نفهم هذه الشريعة بأنها شريعة كاملة وان المنتسبين إليها يعلمون حقاً أنها شريعة كاملة. قوله تعالى: (ما فرطنا بالكتاب من شيء).. فالشرع لم يأت بمنع ما ينفع ولا بمحاربة أى تقدم نافع إنما الشرع حارب الضرر وحارب الأذى وحارب البذيء وحارب ما يهدد البشرية وحارب ما يقضي على حياة الإنسان). ورأى سماحة مفتي عام المملكة ان هذه الندوات والبحوث خير ولله الحمد حيث تؤصل المسألة الطبية. وتمنى سماحة المفتي العام ان تنشأ مستشفيات نسائية خاصة وقال نرجو ذلك فالاختلاط مصيبة وضار ويقضي على الحياء والعفاف والذي هو من ميزات المجتمع المسلم ونحن نشجع الطب ولكن مع الالتزام بالآداب الشرعية. وقال سماحته ان هيئة كبار العلماء دونت الكثير من القضايا الطبية في مجلدات أشرف عليها الشيخ صالح الفوزان وقد طبعت في مجلدين وسوف نستمر في تحديثها ومن بين المداخلات التي شدت انتباه غالبية الحضور هو المطالبة بإنشاء مستشفيات نسائية خاصة ورد المفتي بقوله: (...). ورد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على طلب أحد المشاركين في الندوة بأن يتم تدريب الطبيبات والممرضات على الاحتشام وعدم التزين وهن في الدراسة بقوله: "أتمنى ذلك من وزارة الصحة ولا بد ان يكون هناك فصل بين الطبيبات والأطباء وذلك سيساهم في حل المشكلة". وتابع: "الأصل ان يعالج الأطباء الرجال الرجال والنساء يعالجن النساء كالفحوصات الطبية العادية ونحوها ولكن في الضرورة يجوز ان يعالج الأطباء الرجال النساء والعكس أيضاً". وذهب المفتي العام للحديث عن تحديد نوع الجنس وقال: "هذا لا يصح على الاطلاق والأشياء الطبية المتقدمة يراد بها الترف العلمي ولا يراد بها مصلحة عامة وتحديد الجنس مسألة خطيرة ولا تصح والحال ذاته ينطبق على الاستنساخ". وحول مسألة التجميل قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: "التجميل من باب الدعاية له لا ينبغي هذا لأن من التجميل ما هو ضروري وكمالي وقد يكون نتيجة عكسية. بعد ذلك، جرى لقاء مفتوح مع سماحته أجاب فيها على أسئلة المشاركين. ثم أعلنت التوصيات المقترحة والتي جاءت على النحو التالي: أولاً: إصدار مدونة تتضمن حصراً للقواعد والضوابط الفقهية الطبية يشترك في إصدارها نخبة من الفقهاء والأطباء والاهتمام بتدريس القواعد الفقهية الطبية في الكليات الطبية والاهتمام بتدريس المبادئ الطبية في الكليات الشرعية وحث المختصين في العلوم الشرعية على الاهتمام بربط المسائل الطبية بالقواعد الفقهية في التدريس وكتابة البحوث العلمية ووضع كتيب مختصر يشمل التعريف بعلم القواعد الفقهية وحث الأطباء والعاملين في المجال الصحي على دراسة القواعد الفقهية والاستفادة منها في معرفة الأحكام الطبية ودعوة الأطباء لتحديد معنى دقيق جداً للمصطلحات الشرعية المرتبطة بالطب وإعادة دراسة بعض المسائل الطبية الشائكة وفق ما تدل عليه القواعد الفقهية وجمع الأمثلة والتطبيقات الطبية الواردة في بحوث الندوة وادراجها تحت قواعدها وضرورة اجتماع الطبيب والفقيه عند كتابة البحوث الطبية الفقهية وتنسيق لقاءات دورية بين الفقهاء والأطباء وعقد ورش عمل حول مجموعة من المسائل الطبية وتزويد المختصين في العلوم الشرعية والأطباء والعاملين في المجال الصحي بنسخة من السجل العلمي وتشكيل لجنة تتولى صياغة التوصيات والسعي إلى تفعيلها. ثانياً: إقامة مركز معلومات يجمع المواضيع الفقهية الطبية وإنشاء مجلس علمي يجمع الفقهاء والأطباء وحث الكليات الشرعية على طرح برنامج دراسي يتضمن تدريس جملة من المقررات التي تعنى بشرح أحكام مسائل الطب وقواعدها وضوابطها والاهتمام بتأهيل الأطباء من الناحية الشرعية والسعي إلى اقتراح بعض الوسائل المساعدة في تدريس العلوم الطبية باللغة العربية وتزويد مكتبات المستشفيات بأهم المؤلفات في العلوم الشرعية عامة وحث أعضاء التوعية الدينية في مستشفيات المملكة العربية السعودية على عقد مثل هذه الندوات واللقاءات واستحداث وحدات البحوث الشرعية في إدارات التوعية الدينية وعقد دورات شرعية لأعضاء إدارات التوعية الدينية في مستشفيات المملكة العربية السعودية.