ضمن نشاطه المنبري نظم (نادي مكة الثقافي الأدبي) محاضرة قيمة عن (الأديب المكي حسين سرحان قاصاً)، ألقاها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري. قدم للمحاضر الدكتور محمد مريسي الحارثي أستاذ الأدب والنقد في (جامعة أم القرى) عضو مجلس إدارة النادي معرفاً المحاضر بأنه وجه جامعي واجتماعي وإعلامي معروف على الساحة الثقافية وفي حركتنا الأدبية.. كما أشار إلى أهمية المحاضرة باعتبارها تتناول جانباً مجهولاً في إبداع الأديب المكي حسين سرحان. بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله الحيدري محاضرته، حيث أشار إلى أنه في مدى ثلاثين عاماً متفرقة نشر حسين سرحان نصوصه القصصية في عدد من الصحف والمجلات السعودية.. ثم تركها ترقد في بطونها كعادته في النظر إلى إنتاجه الأدبي شعراً ونثراً.. وتداخلت قصصه مع مقالاته، فلم يفطن كثير من الدارسين إلى إنتاجه في مجال القصة، ورأينا من يجمع عدداً من نصوصه ويصنفها تحت عنوان (من مقالات حسين سرحان) مع أن بعض هذه النصوص قصص وليست مقالات.. غير أنه يحمد له قيامه بهذه المهمة في وقت مبكر. وأوضح المحاضر أن الأديب السرحان عالج فن القصة في وقت مبكر من حياته الأدبية حيث نشر قصته الأولى (حياة ميِّت) في عام (1355ه)، وهو في الثالثة والشعرين من العمر.. ثم كان له قصب السبق في مجال نشر القصة في مجلة (المنهل) حيث كانت قصته (رجل من الناس) أول قصة تنشر في هذه المجلة الأدبية الرائدة. وكما أسهم السرحان في كتابة القصة، أسهم كذلك في التنظير لها من خلال مقالته المبكرة (القصة.. والجو الأوروبي) التي نشرت في عام (1365ه) أي عقب الحرب العالمية الثانية، وفي مستهل مرحلته الكتابية الثانية التي تميزت بالثراء والتنوع والعمق. واستشهد المحاضر بما كتبه الدكتور معجب الزهراني، عن قصص السرحان، الذي خلص إلى أن الأديب السرحان، انطلق في رؤيته الفنية من موقف نقدي إيجابي يهيمن في مجمل القصص مما يدل على عمق الرؤية الإنسانية، لدى كاتب يظل يتفاعل مع مآسي الآخرين أياً كانت بوصفها جزءاً من مأساته الخاصة. ثم استعرض الدكتور الحيدري شروط القصة لدى السرحان، لينتقل للحديث عن اللغة القصصية عنده.. ومنه توجهه في بعض قصصه إلى اللغة الفصحى السهلة.. ويقدم بعض الأمثلة على قصص مختلفة للسرحان.. وأسلوبه اللغوي في هذه القصص.