أثارت حادثة مقتل خمسة من عناصر حماية السفارة التركية في العراق في كمين نصب لهم قرب الموصل، ردود فعل غاضبة تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية وتجاه حزب مسعود البرزاني المسؤول عن المنطقة التي دخل منها عناصر الأمن التركية إلى العراق. فقد طالب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور عبد الله غول سلطات القوات متعددة الجنسيات وكذلك الحكومة العراقية المؤقتة بالعمل على كشف ملابسات الحادث والقبض على الفاعلين في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن الكمين وقع في منطقة تسيطر عليها قوات الاحتلال وعناصر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني. وأضاف الدكتور غول بأن الحكومة التركية على اتصال دائم بالمسؤولين العراقيين وتتابع تطورات القضية باهتمام بالغ. ووعد غول بتقديم كافة الدعم والمساعدة لأهالي الضحايا من عناصر الأمن التركية. وتقول مصادر الأمن والمخابرات التركية والاستخبارات العسكرية بأن أغلب الاحتمال أن يكون المهاجمون من عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذين تزيوا بزي رجال المقاومة العراقية، وان السلطات الكردية المحلية، هي التي أخبرت بدخولهم من الحدود العراقية. وصدر رد فعل قوي وغاضب تجاه حادثة مقتل عناصر الأمن التركية من قائد الجيش الأول التركي الفريق أول خورشيد طولون فقد أورد مثلا تركيا بمعنى المثل العربي «سمِن كلبك يأكلك» في إشارة إلى العناصر الكردية في شمالي العراق، كما ركز على مسؤولية قوات الاحتلال الأمريكي في العراق عن الحادث فقال «الحادثة جرت في منطقة يمكن أن نطلق عليها المثل التركي» ربّ الغراب كي يقلع عينك «لقد حمينا البعض سنين طويلة، فصاروا الآن أعداء للإنسان التركي»، وفي إشارة إلى ما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر ردا على تصريحات رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي الذي اتهم قوات الاحتلال الأمريكي بارتكاب عمليات إبادة في الفلوجة وفي المناطق العراقية الأخرى، وأن الولاياتالمتحدة ستسجل ذلك لديها، قال قائد الجيش الأول التركي «ونحن سجلنا ما فعلوه في العراق» . وصرح مسؤول في دائرة الاستخبارات التابعة للمديرية العامة للأمن التركي، بأن الإشارة بالقتل صدرت للمهاجمين عند نقطة الدخول في منفذ الخابور الحدودي، فكمنوا لهم وقتلوهم عند مداخل الموصل. وترى مصادر الأمن التركي بان قيام حزب مسعود البرزاني بتسليم عدد من عناصر حزب العمال الكردستاني إلى تركيا مجردين من السلاح وعلى أساس أنهم غير صالحين، وامتناع هؤلاء عن الادلاء بأية معلومات عن وجود عناصر انفصالية في العراق يزيد من الشكوك في ضلوع حزب البرزاني في عملية الاغتيال.