تعتبر القصص الشعبية في السعودية جزءًا أساسيًا من تاريخ المملكة، حيث تمثل نافذة على حياة الأجداد وآمالهم منذ القدم. كانت الحكايات تروى في المجالس والتجمعات العائلية، وتحمل معها قيمة تعليمية وترفيهية، وبالرغم من أن القصص الشعبية تتنوع بين مناطق المملكة، إلا أنها تشترك في كونها أداة للحفاظ على القيم والعادات والإرث الثقافي الذي يميز كل جزء من الوطن، ومع التحولات الثقافية والتكنولوجية التي يشهدها المجتمع، تظل هذه القصص محافظة على دورها في نقل التاريخ الشفهي للأجيال الجديدة، مما يركز بقاءها كجزء حي من الهوية الوطنية، حيث تعد القصص الشعبية من أقدم أشكال الأدب في المملكة، ويتم تداولها بين الأفراد بشكل شفهي، وقد شهدت تغييرات طفيفة عبر العصور، إلا أن جوهرها ظل ثابتًا، تنوعت القصص حسب البيئة التي نشأت فيها، مما يعكس التنوع الكبير في الثقافة السعوية، التي تجسد قيم الشجاعة والكرم، كما تمثل شخصيات الأبطال في صحراء المملكة دورًا في الحكايات الشعبية وقد يختلف اسم البطل والمنطقة التي نشأ فيها، لكن تبقى الشهامة والشجاعة تتداول بين الروايات، وتعد القصة وسيلة حملت رسائل تربوية ثقافية عميقة، فغالباً ما كانت تركز على قيم كالصدق والوفاء، وتنقل للأجيال الجديدة دروساً مهمة عن الحياة والمجتمع، كانت هذه القصص تساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، خصوصاً في المجالس العائلية، حيث كان الكبار يروون القصص للصغار، مما يعزز التواصل بين الأجيال، ومع مرور الزمن أصبحت القصص الشعبية تمثل جزءًا من هوية ثقافية عميقة، لا تقتصر على التسلية فقط، بل على نقل الخبرات الاجتماعية والإنسانية، وقد استمرت هذه القصص في التأثير على الأدب في المملكة، حيث استفاد العديد من الكتاب المعاصرين من هذه الحكايات الشعبية في أعمالهم الأدبية. وفي هذا الإطار، استلهم بعض صناع الأفلام الحكايات الشعبية لصناعة أفلام ومسلسلات، تنقل محتوى مرئياً يعبر ويحكي عن حقب ماضية ومن عاصروا الرواية، حيث أصبحت القصص في المملكة تمثل إرثاً ثقافياً حياً يعكس تاريخ المجتمع السعودي، ويعزز الهوية الوطنية من خلال نقل القيم والتراث من جيل إلى جيل.