غيّب الموت اليوم الأحد الشاعر والأديب سعد بن عبد الرحمن البواردي، حيث ولد في محافظة شقراء عام 1930م، ويعد من رواد الصحافة في المملكة العربية السعودية بإنشائه لمجلة "الإشعاع" في الخبر عام 1375ه. عرف بكتابة زاويته الشهيرة "إستراحة داخل صومعة الفكر" التي كتبها على مدى عقود في جريدة الجزيرة، وله العديد من الإصدارات الشعرية والنثرية من بينها: "حتى لا نفقد الذاكرة"، و "قصائد تخاطب الإنسان". وهو حاصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2014. وعبر عن فقده صديق عمره الأديب حمد القاضي في تغريدة في منصة "X": "غيّب الموت اليوم الرائد الأديب الشاعر #سعد_البواردي رحمه الله أحد رواد الصحافة والثقافة ببلادنا الذي أثرى أدبنا بالمؤلفات والدواوين الشعرية، عمل مع علامة الجزيرة حمد الجاسر حين أسس مجلة اليمامة وكان أحد كتابها البارزين العزاء لأسرته وكل محبيه وقرائه". نشأته: كان والده أميراً لشقراء وشاعراً شعبياً، وقد توفي والد سعد البواردي وهو لم يبلغ بعد الثالثة عشرة من عمره، وقد انتقل من شقراء إلى عنيزة لمواصلة دراسته، ثم التحق بمدرسة دار التوحيد الإعدادية في الطائف، واضطرته ظروف الحياة للانتقال إلى المنطقة الشرقية للعمل، حيث انتقل إلى الأحساء واشتغل عامل ميزان، ثم انتقل إلى الخبر وعمل بها موظفاً في أحد مكاتب التجار، ثم عمل بائعاً لقطع غيار السيارات لدى شركة عبد اللطيف العيسى قبل أن يدخل ميدان الصحافة عن طريق الصدفة. أعماله: عمل مديراً لإدارة العلاقات العامة، إضافة إلى إدارة مجلة المعرفة، وسكرتارية المجلس الأعلى للتعليم، وسكرتارية المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب في وزارة المعارف. وعمل في وزارة التعليم العالي ملحقاً ثقافياً للشؤون الإعلامية في كل من بيروت والقاهرة. أنشأ مجلة (الإشعاع) في الخبر عام 1375ه - 1955م. نشر البواردي مقالاته وقصائده في صحف ومجلات، منها: "اليمامة"، و"الجزيرة"، و"اليوم"، و"المسائية"، و"قريش"، و"الأضواء"، و"الرائد"، و "الفيصل"، و"المعرفة الجديدة"، و"المجلة العربية"، و"الحرس الوطني". "مجلة الإشعاع" أصدر سعد البواردي مجلة "الإشعاع"، وهي مجلة أدبية اجتماعية تصدر شهرياً في شهر سبتمبر 1955، في مدينة الخبر شرق السعودية، وقد صدر منها ثلاثة وعشرون عدداً واستمرت في الصدور لمدة عامين فقط، وقد جمعت أعدادها في مجلد واحد صدر عن دار المفردات. ويقول البواردي في سيرته (شريط الذكريات) عن ظروف ولادة المجلة: "لم يكن للإشعاع مكتب، ولم يكن لها أسرة تحرير، بل لم يكن لها عنوان. أما ميزانيتها فهي خمسمائة ريال للألف نسخة التي تحددت كحد أقصى ثابت لم يتغير إلى حين توقفها". ويقول البواردي عن الصعوبات التي واجهته في الإشعاع أيضاً: "كنت - للأسف - كل أسرة تحريرها. بل أكاد أقول كل كتابها. تحت هذه العناوين جاءت الكتابات متواضعة إلى أقصى حد.. سعد البواردي، س. ب، فتى الوشم، أبو سمير، أبو نازك، كانت ميزانيتها تقتطع من مرتبي الصغير أكثر من نصفه، لا يهم، المهم أن تبقى المجلة أطول أمد ممكن". من مؤلفاته: * "أغنية العودة" صدر عن دار الإشعاع عام 1378ه. * "أجراس المجتمع" صدر عن دار الإشعاع عام 1383ه. * "فلسفة المجانين" صدر عن دار الإشعاع عام 1377ه. * "شبح من فلسطين" قصص صدرت عن دار الإشعاع عام 1377ه. * "ذرات في الأفق" صدر عن دار الإشعاع عام 1382ه. * "لقطات ملونة" صدر عن دار الإشعاع عام 1383ه. * "إبحار ولا بحر" صدر عن دار الإشعاع عام 1384ه. * "ثرثرة الصباح" صدر عن دار الإشعاع عام 1384 ه. * "صفارة الإنذار" صدر عن دار الإشعاع عام 1384ه. * "رباعياتي" صدر عن دار الإشعاع عام 1385ه. * "وللسلام كلام" صدر عن الجمعية السعودية للثقافة والفنون عام 1401ه (1981م). * "أغنيات لبلادي" ديوان شعر صد عن نادي الرياض الأدبي عام 1401ه (1981م). * "حتى لا نفقد الذاكرة" صدر عن دار تهامة عام 1385ه. * "رسائل إلى نازك" صدر عن نادي الطائف الأدبي عام 1406ه. * "قصائد تتوكأ على عكاز" صدر عن نادي الطائف الأدبي عام 1408ه. * "قصائد تخاطب الإنسان" صدر عن دار الصافي عام 1409ه (1989م). تكريمه: كُرم في مهرجان الجنادرية 29 عام 1435ه (2014م)، وقلده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في فبراير من العام نفسه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تقديرا لنشاطه الأدبي والثقافي على مدى 60 عاماً. وفاته: توفي يوم الأحد الموافق 22 شوال 1446ه - 20 إبريل 2025م، رحم الله الفقيد سعد البواردي وأسكنه الله فسيح جناته، أسرة "الرياض" تتوجه بأحر التعازي لأسرة الفقيد.