التركيز على المبادرات الرياضية لتحسين الرفاه البدني والاجتماعي ملاعب مستقبلية بمواصفات عالمية لفعاليات عالمية يعد القطاع الرياضي أحد أهم أركان رؤية المملكة 2030، لاسيما أنه لا يستهدف منه فقط تطوير الرياضة في المملكة من حيث المنافسة على البطولات القارية والعالمية أو استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى في مختلف الألعاب فقط، بل إنه يستهدف التعريف بجودة الحياة في المملكة وتحقيق مستهدفات تتعلق بالجذب السياحي لمجتمع نابض بالحياة وبيئة مستدامة، ومستقبل مشرق للرياضة السعودية في شتى ألعابها. فشهدت السنوات الماضية وشهد تحولًا كبيرًا في القطاع الرياضي بالمملكة لضمان مستقبل مميز يخدم المجتمع الرياضي وفي القلب منه كرة القدم، إذ خطفت المملكة أنظار العالم منذ مطلع 2023 بعد الانطلاقة التاريخية نحو ضم كبار نجوم اللعبة والذين كان في مقدمتهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب النصر، لتتواصل النجاحات في الصيف الماضي بصفقات عالمية نارية تزينت بها أندية دوري روشن للمحترفين والذي تخطت قيمته السوقية حاجز المليار يورو لأول مرة في تاريخ أي دوري في المنطقة العربية وآسيا حتى وصلت إلى الفوز بإستضافة تاريخية لمونديال كأس العالم 2034 مما يؤكد على خطوات مستقبلية رياضية ناجحة تعزز من وجود المملكة العربية السعودية على الصعيد العالمي رياضيا. مستقبل كرة القدم لعل من الخطوات البارزة في الآونة الأخيرة هي قرار خصخصة الأندية السعودية لخدمة جميع الألعاب بشكل ميسر وسهل حيث كان انطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضي لبناء مستقبل مشرق لها، وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص بتمكينه في تنمية القطاع الرياضي، مرتكزًا على 3 أهداف استراتيجية، تتمثل في توفير بيئة جاذبة للاستثمار، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية، ويعمل المشروع بمسارين، الأول تملك شركات كبرى تنموية للأندية، والثاني طرح عددٍ من الأندية للتخصيص، ويأتي ذلك تحقيقًا لريادة وتميز المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والرياضيين كافة، وانطلق المشروع باستثمار صندوق الاستثمارات العامة في أندية رياضية بتحويلها إلى شركات وهو ما تم في 4 أندية، بحيث يملك الصندوق حصة 75 %، فيما تبلغ حصة المؤسسة غير الربحية 25 %، يضاف إلى ذلك استثمار شركات كبرى وجهات تنموية في أندية رياضية بتحويل ملكيتها إليها، وهو ما تم كذلك في 4 أندية. الرياضة والمجتمع مع كل قرار رياضي أصدر في السنوات القليلة الماضية اتخذت المملكة خطوات تطويرية متسارعة في القطاع الرياضي لإزالة كل العقبات نحو مستقبل رائع، وذلك بتركيزها على المبادرات الرياضية والشبابية لتحسين الرفاه البدني والاجتماعي، وأساليب الحياة الصحية لدى كافة شرائح المجتمع، وأسهمت هذه الجهود في إيجاد وعي رياضي وتمكين أبطال يحققون الإنجازات وتهيئة مجتمع تسوده فعاليات النشاط البدني، وبلغت نسبة الأشخاص البالغين الذين يمارسون النشاط البدني لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا 62.3 % علمًا بأن المستهدف كان 51 %، ولعل العام الماضي شهد نقلة ابتدائية رائعة تدل على مستقبل مميز، وتطورًا رياضيًا مذهلًا على مستوى زيادة عدد الأندية التي أصبحت حاليًا أكثر من 110 أندية في الألعاب المختلف، فضلًا عن اكتمال تنفيذ المنشآت الرياضية في أندية الشباب، الاتفاق والفتح، كما تم تدشين أول دوري لكرة الطائرة النسائية بمشاركة 8 أندية و112 لاعبة، وحققت المملكة خلال عام 2023 إنجازات رياضية عالمية وذلك في 8 بطولات عالمية شاركت فيها المملكة في رياضات متعددة، من بينها الجودة، الملاكمة، الكاراتيه، البلياردو وألعاب القوى. أهلا بالعالم في السعودية سلكت المملكة طريقا مميزا باستضافة العديد من الأحداث الرياضية في جميع الأنشطة الرياضية لتكون وجهة رقم واحد في العالم، ولعل أبرز الأحداث المستقبلية هي إعلان فوز المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 كأول نسخة يشارك فيها 48 منتخبًا بتنظيم دولة واحدة، وجاءت هذه الخطوة بعد خطوات متتالية في احتضان مختلف الأحداث الرياضية العالمية، لتتقدم المملكة بملف ترشحها لاستضافة مونديال وتكسبه بكل جدارة وبدون منافسة 2034، وهو الملف الذي حظي بتأييد كبير من الاتحادات الكروية من حول العالم، وارتكز ملف المملكة على 3 محاور رئيسية تتكامل فيما بينها نحو رحلة استثنائية يشارك وينمو فيها المجتمع والتي تتمثل في «معًا لتنمية القدرات البشرية»، «معًا لتنمية كرة القدم» و»معًا لتنمية جسور التواصل»، وستستضيف المملكة المونديال في 5 مدن رئيسة، هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، إضافة إلى نيوم التي تمثّل أحد أهم المشاريع الكبرى لمدن المستقبل في المملكة والعالم بأسره، وتضمنت التفاصيل إشارة إلى عدد الملاعب التي يضمها الملف، والتي تبلغ 15 ملعبًا بينها 11 ملعبًا جديدًا، تضم الرياض منها 8 ملاعب، واللافت أن التفاصيل اشتملت على مفاجأة لجماهير جدة تمثلت في بناء ملعب ساحلي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. منشآت مستقبلية بمواصفات عالمية تشهد المملكة في السنوات القادمة مشاريع ومنشأت رياضية مميزة وفق معايير عالمية، حيث يترقب المجتمع الرياضي استاد الملك سلمان «الرياض»، الذي يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، الذي من المقرر أن يستضيف المواجهتين الافتتاحية والنهائية للبطولة وعلى أن يُصبح الاستاد الرئيس الجديد للمنتخب السعودي، و استاد الأمير محمد بن سلمان «القدية»، ويعد تحفة معمارية بمدرجاته الثلاثية والإطلالة الخلابة على إحدى قمم جبل طويق، حيث يتميز الاستاد بتصميم مستقبلي مبتكر غير مسبوق عالميًا، وتكتسي معظم مساحات الواجهات الخارجية له بالزجاج الملوَّن وشاشات LED، واستاد مدينة الملك فهد الرياضية من الملاعب التي ستضمها مدينة الرياض أيضًا ملعب مدينة الملك فهد الرياضية الشهير الذي سيتم تطويره بأحدث المعايير العالمية، كما سيتم رفع سعته لأكثر من 70 ألف متفرج، واستاد وسط جدة ويتميز استاد وسط جدة الذي سيتم بناؤه، بتصميمه المعماري المستوحى من التراث المحلي والعمارة الخشبية التقليدية لمنطقة جدة البلد التاريخية، والملعب الساحلي «جدة» سيُلبي الملعب الساحلي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية احتياجات مجتمع المدينة النابض بالحياة بالإضافة إلى جمالية تصميمه الطبيعي المستوحى من الشعاب المرجانية المذهلة في البحر الأحمر، واستاد أرامكو «الخبر» سيتربع استاد أرامكو على شاطئ الخليج العربي، الذي يتسم بتصميم ديناميكي مستوحى من البحر، ويحاكي شكل «الدوامات» التي تظهر قبالة الساحل خلال أشهر الصيف، وتشمل العناصر المعمارية للملعب عدداً من الأشرعة المتداخلة والزخارف التي تحاكي شكل الأمواج الطبيعية، بما يتناغم مع البيئة الساحلية المحيطة به على شواطئ المملكة، واستاد جامعة الملك خالد «أبها» وشهد استاد جامعة الملك خالد بمدينة أبها، المستخدم من قبل الجامعة حاليًا، أعمال توسعة مؤقتة لزيادة سعته إلى أكثر من 45 ألف متفرج، بهدف استخدامه لاستضافة مباريات كأس العالم FIFATM 2034 ، بالإضافة إلى ذلك، ستركز عملية التجديد على تحديث البنية التحتية ومراعاة الإرث المستدام للملعب، واستاد نيوم من المنتظر أن يكون استاد نيوم الملعب الأكثر تميزًا على مستوى العالم، حيث يتواجد على ارتفاع يزيد عن 350 مترًا ضمن هيكل «ذا لاين»، ويوفر تجربة استثنائية وغير مسبوقة لحضور مباريات كرة القدم، وتشمل المصادر الأساسية لإمداد الملعب بالطاقة كلاً من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يعد نقلة نوعية تاريخية على مستوى الملاعب في العالم بأسره. ثقافة رياضية مميزة شهد المجتمع السعودي في السنوات القليلة الماضية نهضة رياضية وثقافة إجتماعية وحرصا بممارسة الرياضة وزيارة عدد الممارسين، وسجّل العام 2024م نجاحات تاريخية استثنائية للقطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية بتوفيق من الله -عز وجل- ، ثم بالرعاية والاهتمام الكبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيّده الله-، والدعم السخي الكريم الذي وجدته رياضة المملكة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل؛ وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، الأمر الذي مكّن القطاع من تحقيق أحلام طال انتظارها، ورسم خارطة طريق مملوءة بالنجاحات علاوة على استمرار حصد الإنجازات في العديد من المجالات ذات العلاقة؛ الأمر الذي رسم لوحة فريدة حدود إطارها التميز ومضمونها التألق والإبداع. وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في وقت سابق زيادة ممارسي النشاط البدني في المملكة وفق إحصائيات رسمية لها وهو مؤشراً مهماً على نجاح المبادرات والمشروعات التي تستهدف تعزيز أنماط الحياة الإيجابية وتحسين الصحة العامة في المجتمع وفق مبادرات برنامج جودة الحياة وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، وهذا التقدم في مؤشرات ممارسة النشاط البدني يأتي نتيجة للدعم غير المحدود من القيادة للقطاع الرياضي، وهو انعكاس للنجاحات التي حققتها وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للرياضة للجميع والجهات المساندة الأخرى، التي أسهمت من خلال مبادراتها ومشاريعها في زيادة نسبة ممارسي النشاط البدني في المملكة، إذ بلغت نسبة ممارسة الرياضة بحسب منهجية برنامج جودة الحياة 48.2 %، كما ارتفعت نسبة ممارسي الرياضة في المؤشر المعتمد على توصيات منظمة الصحة العالمية من 20.04 % في 2019م إلى 29.7 % في 2021م، وزيادة ممارسي النشاط البدني في المملكة هو نتيجة عمل متكامل لبناء منظومة ممكّنة لممارسة النشاط الرياضي، ابتداءً بتهيئة البنى التحتية لممارسة الرياضة عبر المسارات الرياضية وممرات المشاة بإطلاق الفعاليات الرياضية، وليس انتهاءً، بدعم الاتحادات والمجموعات الرياضية وأندية الهوايات؛ تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز القطاع الرياضي وبناء مجتمع حيوي يعيش أنماط حياة إيجابية. مشروعات رياضية مرتقبة الأحداث المميزة لم تتوقف؛ لأن المملكة لا تعرف التوقف في سبيل تحقيق تطلعاتها وبناء مستقبل رياضي ناجح، فمن يصنع الحدث ليس كمن يشاهده وهنا كان مربط الفرس، حينما اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي برئاسة سمو ولي العهد، تصاميم البرج الرياضي، الذي يُعد أيقونة لمشروع المسار الرياضي بمدينة الرياض، كما تم الإعلان عن تصاميم ملعب الملك سلمان ومرافقه الرياضية التي تُعد إضافة نوعية للبنية التحتية لاستضافة كبرى الفعاليات، والاهتمام بالرياضات الإلكترونية كريادة سعودية، حيث حظيت بأحداثٍ مميزة؛ كانطلاق النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية بحضور سمو وزير الرياضة، في بادرةٍ تعزز مكانة المملكة كمحور للابتكار في هذا المجال، إلى جانب الإعلان عن اختيار المملكة لاستضافة النسخة الأولى لدورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية، في إنجاز غير مسبوق يعكس تقدمًا تقنيًا ورياضيًا على الساحة العالمية، وعجلة الشراكات والمبادرات الاجتماعية لوزارة الرياضة لم تتوقف، فقد وقّعت وزارة الرياضة مذكرة تفاهم مع جمعية العناية بمساجد الطرق، في خطوة تجمع بين الرياضة والمسؤولية المجتمعية الجميلة، وحرصت أيضا وزارة الرياضة نحو المسير في إطلاق مبادرات رياضية واستثمارية بارزة، حيث أعلنت عن طرح فرصة استثمارية بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في الرياض وأخرى في المدينةالمنورة؛ لتعزيز الاستدامة المالية في القطاع وبدء طرح ستة أندية رياضية للتخصيص بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، في خطوة تعكس رؤية المملكة لتطوير الرياضة كقطاع استثماري واعد، إلى جانب التصنيف الإداري للأندية الرياضية للموسم الرياضي 2024-2025 في إطار تحسين الحوكمة والتنظيم، مع دعم المواهب وهو جزء لا يتجزأ من أهداف الوزارة؛ لصناعة جيلٍ مميزٍ يرفع اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية، حيث دشن وزير الرياضة ومعالي وزير التعليم مدرسة الموهوبين الرياضية في مقر أكاديمية مهد بالرياض مما يمثل خطوة نوعية نحو تطوير الأجيال القادمة، كما تضمن هذا الشهر جاهزية ملعب جامعة الجوف بعد أعمال تطوير شاملة، ليصبح من أبرز المنشآت التي تخدم الرياضيين والفعاليات في المنطقة. ملعب الملك سلمان إحدى التحف الرياضية التي تستضيف مونديال 2034 ملعب الأمير محمد بن سلمان بالقدية المسار الرياضي أحد مشروعات جودة الحياة الماراثون الرياضي أصبح واجهة رياضية عالمية