انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الخميس لعدم خفضه أسعار الفائدة، معتبرا أن قراراته هي "دائما متأخرّة جدا ومخطئة" وملمّحا إلى أن "الوقت حان" لرحيله من منصبه. وفي منشور لاذع على شبكة "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي، كرّر ترامب دعوته باول إلى خفض أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن قرارات رئيس الاحتياطي الفدرلي هي "دائما متأخّرة جدّا ومخطئة". وكتب ترامب على منصته "حان الوقت لانتهاء مهام باول"، مضيفا "تأخر كثيرا، كان عليه أن يخفض أسعار الفائدة على غرار البنك المركزي الأوروبي منذ زمن طويل، لكن عليه بالتأكيد أن يخفضها الآن". وقام المصرف المركزي الأوروبي الخميس بخفض سعر الفائدة المرجعي على الودائع بربع نقطة. والأربعاء، حذّر رئيس البنك المركزي الأميركي من أن الرسوم الجمركية الواسعة النطاق التي فرضها ترامب على كل الشركاء التجاريين تقريبا قد تضع الاحتياطي الفدرالي في موقف صعب، إذ سيضطر للاختيار بين معالجة التضخم والبطالة. وأثارت قرارات ترامب المتقلبة بشأن الرسوم الجمركية قلق المستثمرين والشركاء التجاريين في ظل الضبابية المحيطة بالاستراتيجية الطويلة الأمد، وتبعاتها على التجارة العالمية. وحضّ ترامب مرارا باول على خفض أسعار الفائدة، لكن البنك المركزي الأميركي تمسّك بموقف الانتظار والترقب، مُبقيا أسعار الفائدة عند 4,25 إلى 4,5 % منذ مطلع العام. وفي أكثر من مناسبة، وجّه دونالد ترامب سهام النقد إلى رئيس الاحتياطي الفدرالي الذي عيّنه هو بذاته خلال ولايته الأولى، متّهما إيّاه باستغلال دوره في المصرف المركزي الأميركي لمصالحه الشخصية. وطالب الملياردير الجمهوري خلال حملته الانتخابية في آب/أغسطس بأن تكون للبيت الأبيض "كلمة" في وضع السياسات النقدية للبلد. وليس الرئيس الأميركي مخوّلا عزل رئيس الاحتياطي الفدرالي مباشرة. وإن رغب بذلك، فعليه أن يخوص مسارا طويلا ليثبت مبرّرات الإقالة. * "البقاء في منصبي حتّى النهاية" - وكثيرون هم رؤساء الولاياتالمتحدة الذين تواجهوا مع رؤساء الاحتياطي الفدرالي، غير أن أي مبادرة لدفع باول إلى الاستقالة ستكون غير مسبوقة في التاريخ الحديث للبلد. وأكّد باول في تصريحات ألقاها في الرابع من نيسان/أبريل أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه قبل انتهاء ولايته العام المقبل. وهو قال خلال حدث في فرجينيا "أنا عاقد العزم تماما على البقاء في منصبي حتّى النهاية". وأشار باول وقتذاك إلى أن الاحتياطي الفدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض معدّل الفائدة المرجعي عند الإقراض من مستوياته الحالية المرتفعة. والخميس، أعربت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في تصريحات للصحافيين عن تضامنها مع باول و"الاحترام الكبير" الذي تكنّه له. وبالاستناد إلى بيانات من مجموعة "سي ام اي"، تتوقّع الأسواق المالية أن يبقي الاحتياطي الفدرالي خلال اجتماعه المقبل في أيار/مايو أسعار الفائدة على حالها. ويعدّ تحديد أسعار الفائدة الرئيسية من الركائز الأساسية لمهام الاحتياطي الفدرالي المزدوجة القاضية باحتواء التضخّم والبطالة. ومن شأن خفض أسعار الفائدة أن يشجّع على الاقتراض ويحرّك عجلة الاقتصاد من خلال تحفيز الاستثمارات، في حين أن رفعها أو إبقاءها ثابتة بمستويات مرتفعة يساهم في احتواء التضخّم. وتراجع معدّل تضخّم أسعار الاستهلاك إلى 2,4 % في آذار/مارس نسبة إلى الشهر عينه من العام الماضي، مقتربا من الهدف الذي وضعه الاحتياطي الفدرالي على المدى الطويل بحدود 2 %. وأتى هذا التراجع بدفع من انخفاض في أسعار البنزين بنسبة 6,3 %، وفق البيانات الرسمية. تشت-اها/غد-م ن/الح