أكد الدكتور عبدالرحمن السليمان، استشاري علم الفيروسات، نائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم المختبرات الإكلينيكية، في حديثه ل"الرياض"، أن الأبحاث العلمية التي تجريها المراكز البحثية والجامعات تلعب دورًا محوريًا في معرفة آلية انتشار الفيروسات بين البشر والحيوانات، مما يساعد في إيجاد طرق فعالة للحد من انتشارها. وأشار إلى أن هناك تحديات كثيرة، مثل قلة المراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال، إلا أن جائحة كورونا دفعت إلى دعم الأبحاث من خلال تقديم منح مالية لتلك المراكز، مما ساهم في تسهيل إجراء الدراسات المطلوبة. كما أكد على أهمية وجود هيئة إنذار مبكر تراقب انتشار الأمراض، سواء داخليًا أو خارجيًا، لتوفير المعلومات للجهات المعنية استعدادًا لأي تفشٍ محتمل. وأضاف د. السليمان أن قسم مكافحة العدوى في المستشفيات يؤدي دورًا كبيرًا في الحد من انتشار ما يعرف ب الأمراض المكتسبة في المستشفيات، مشيرًا إلى أن استقبال المستشفيات للعديد من المرضى الذين يعانون من أمراض فيروسية أو بكتيرية يتطلب جهودًا مكثفة لتوعية الكوادر الطبية عبر ورش العمل وتوزيع المواد التوعوية. وحول مستوى الوعي المجتمعي، أوضح أن هناك نقصًا في الوعي لدى البعض بشأن أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية، مستشهدًا بجائحة كورونا التي شهدت نوعًا من اللامبالاة لدى البعض، رغم تأكيدات وزارة الصحة على ضرورة التباعد، وارتداء الكمامات، وتجنب المصافحة، وغسل الأيدي لتقليل خطر الإصابة. كما أشار إلى الدور المهم الذي يقوم به العلماء السعوديون في دراسة الأمراض المعدية محليًا ودوليًا، موضحًا أن العديد منهم تم تصنيفهم ضمن قائمة العلماء المتميزين عالميًا في مجال النشر العلمي، نظرًا لمساهماتهم البحثية في فهم طبيعة الفيروسات وطرق انتقالها والحد من انتشارها. وفي ختام حديثه، أكد د. السليمان أن الفيروسات، خصوصًا تلك التي تحتوي على المادة الوراثية من نوع RNA، تمتاز بعدم استقرارها الجيني، مما يؤدي إلى تحورها المستمر وظهور سلالات جديدة غير معروفة. وأضاف أن زيادة تربية الحيوانات الأليفة والتعامل المباشر معها قد يسمح للفيروسات الحيوانية بالانتقال إلى الإنسان.